بدأ الدكتور أمين ساعاتي سرده التاريخي.. «لم أكن أتمنى لأخي الأستاذ عبد الله خياط هذا السقوط في موضوع محسوم من المؤسسين الحقيقيين لنادي الوحدة، رجالات مكةالمكرمة الكبار الذين نجلهم ونحترم فكرهم وآرائهم الصادقة البعيدة عن التهويش والكذب والضلال. وما أود أن يدركه الأستاذ عبد الله خياط وهو أخ وزميل عكاظي منذ التأسيس إن (العميد) لقب أطلقه جمهور الاتحاد على ناديهم العميد، كما إن الفرسان لقب أطلقه جمهور الوحدة على ناديهم، والزعيم لقب أطلقه جمهور الهلال على ناديهم، وقلعة الكؤوس لقب أطلقه جمهور الأهلي على ناديهم، وهكذا كل أنديتنا الرائعة، كل يختار لنفسه ما يناسب ويعبر عن إنجازات النادي، فالاتحاديون اختاروا لقب العميد، وناديهم عميد في التأسيس». التاريخ لا يكتب بالعواطف والميول، إنما بالحقائق والوثائق، الموقعة من أصحاب الشأن الذين صعنوا الحدث انفسهم.. أما الذين يعزفون على وتر مشدود بحجج واهية، أساسها أغراض شخصية، لا يصدرون إلا نغمات شاذة تنفر منها الآذان والعقول من اللحظة الأولى. العمادة محسومة لنادي الاتحاد بالتاريخ وبالبطولات، وأي حديث آخر في هذا الموضوع، خوض في كلام مرسل، لا يستقيم مع الوثائق والثابت من الأحداث و أقوال مؤسسي الوحدة أنفسهم. محاولات البعض بالقفز فوق الثوابت التاريخية، للعب بمشاعر الوحداويين، ومحاولة منهم لكسب أرضية عند بعض منافسي نادي الاتحاد، لترويج حقائق مغلوطة، بأن نادي الوحدة أول نادٍ تأسس في المملكة العربية السعودية، هي محاولات يتصدى لها التاريخ والواقع. وهذا الإطار يكفي ما قاله وأثبته المؤرخ الأول وموثق تاريخ نشأة الحركة الرياضية السعودي الدكتور أمين ساعاتي قدم الدليل القاطع والبرهان الساطع على أن الاتحاد تأسس قبل الوحدة بحوالى 21 عامًا على هذا النحو. قدم الدكتور أمين ساعاتي في كتابه «الوثائق التاريخية لموسوعة تاريخ الحركة الرياضية في المملكة العربية السعودية» وثيقة تؤكد أن نادي الاتحاد تأسس عام 1347 ه، وهي وثيقة موقعة من حمزة فتيحي أحد مؤسسي نادي الاتحاد وحمزة بجو أحد مؤسسي نادي البحري (الهلال البحري) يقران فيها أن الاتحاد تأسس عام 1347 والبحري تأسس عام 1349 ه. ويعترف الدكتور أمين ساعاتي أنه بدأ كتابة تاريخ نادي الوحدة في الثمانينيات الهجرية، ويقول «عندما بدأت كتابة تاريخ الوحدة في الثمانينيات الهجرية، كنت أظن أن الوحدة امتداد لنادي الوطن، لكن مؤسسي نادي الوحدة أنفسهم نفوا بشدة ذلك، وأكدوا أن نادي الوحدة كيان مستقل بذاته، ومنفصل تمامًا عن الوطن وتأسس عام 1966ه. ويواصل المورخ الأول للحركة الرياضية السعودية، الوحدة نادٍ أسسه مجموعة من الشباب على رأسهم أحمد قاروت وكامل أزهر وحسين بوقس وعبدالرحمن سجيني ومحمد شلبي وحمزة بصنوي. ويستشهد الدكتور أمين ساعاتي بمباراة عام 1352ه، أقيمت بين فريقي الوطن بمكة والأهلي بمكة أيضًا، حيث كان كامل أزهر يلعب للأهلي وحمزة بصنوي للوطن، وانتهت المباراة آنذاك بمشاجرة دامية، ولم يأت ذكر الوحدة في تلك الفترة، وليس له علاقة بالوطن أو الأهلي. وقرر الدكتور أمين ساعاتي أن يبدأ رحلة بحث عن الحقيقة في تأسيس نادي الوحدة، من خلال عدة لقاءات مع مؤسسي الوحدة أنفسهم وعلى رأسهم كامل أزهر، قائلًا « التقيت كامل أزهر في ديوانيته بمكة، ورحب بنا ثم طرحت موضوع تأسيس الوحدة أثناء اللقاء، فرد كامل أزهر عام 1366، موضحًا أنه اخترنا في الأول اسم الحزب، وبعد أشهر قليلة تم الاستقرار على اسم الوحدة. وشدد الدكتور ساعاتي على حرصه على إعادة اللقاء مع كامل أزهر، حيث زاره بعد أسبوع من اللقاء الأول، في وجود حمزة بصنوي، وطرح من جديد موضوع تأسيس نادي الوحدة، فأكد بحزم أنه عام 1366، و صدق بصنوي على حديثه، مؤكدًا أننا الذين أسسنا وهذا تاريخنا ولا يمكن نسيانه أو الخطأ فيه. ويستشهد الدكتور أمين ساعاتي من خلال رحلة رصد للصحف التي كانت تصدر قبل عام 1366 ه، بأن تلك الصحف لم تأت على ذكر نادي الوحدة من قريب أو بعيد، مما يدل على أنه لا يوجد في تلك الفترة شيء اسمه الوحدة. ويستطرد المؤرخ قائلًا «أول مباراة رسمية لفريق الوحدة، كانت عام 1368 هجرية، ضمن مسابقة أطلقها «خطيب سنبس» باسم « نيشان سنبس»، أما أول مباراة كانت بين الاتحاد والوحدة كانت عام 1369 ه، عندما اتفق الناديان على إقامة مباراتين بينهما، الأولى كانت في جدة 9 شعبان عام 1369ه وانتهت للاتحاد 3 / 1، والثانية كانت في مكة يوم 15 شعبان عام 1369ه وانتهت اتحادية أيضا 3 / 1. ويؤكد الساعاتي في شهادته للتاريخ أن المنافسة لم تكن موجودة أصلًا بين الاتحاد والوحدة، وكانت نتائج المباريات محسومة دائمًا لصالح الاتحاد باستثناء القليل من المباريات.