ما أجمل أن يكون الوطن وأمن الوطن وسلامة الوطن من الشرور والأشرار هو حديثنا ومنهجنا وما نفكر فيه كمواطنين ومسؤولين وعلماء ودعاة ومقيمين ومحبين لهذا البلد. ومن أجمل الخطب، التي تجلت فيها معاني الحب الكبير لهذا الوطن الغالي علينا ألقى الدكتور الشيخ صالح بن حميد، حفظه الله، خطبة رائعة بكل المقاييس في المسجد الحرام قبل فترة، لكن ما يهمنا هو ما تناوله في الخطبة الثانية، حيث تحدث عن الفتن وما أدراك ما الفتن وعاقبتها، التي عصفت بالقريب والبعيد.. فقد قال فضيلته إنها تتزين وتتسلل بأقنعة مزخرفة فيمتطيها أشرار ويفتن بها أغرار وهذا مارأيناه من تلك الفئات المغرر بها، والتي خرجت على الوطن والدين والقيم والأهل وبعضهم لم يبلغ الحلم بعد. وهذا ما نراه اليوم عندما نرى ممن يدعو إلى حراكات ومظاهرات وتجمعات غير مألوفة لدينا، وهذا ولعمري مستنقع موحل وخطير ومميت، كما أشار فضيلته وقد غرقت فيه سفن تلك الفئات، التي أرادت الإبحار في هذا الضلال والحراك والتجمعات المشبوهة والخارجة على نعمة الأمن والسلم والسلام. وتساءل فضيلته: أي عقل لمن يريد هدم بيته ووطنه وتشريد أهله فيعيش في العراء ويفترش الأرض والمخيمات ويتسول المنظمات الدولية وغيرها.. فأي عاقل يرضى بهذا.. وهو يرى من حولنا ممن غمطوا كرامة الله ونعمه فكان لهم ما أرادوا من التشرد والتشرذم.. وهذا نتيجة خروج هؤلاء على ولاتهم ووطنهم وأهلهم وهو شرعا لا يجوز أبدًا بأي حال من الأحوال. ونحن والحمد لله في بلاد الحرمين الشريفين نعيش في نعم عظيمة وآلاء جسيمة وأعظمها نعمة التوحيد ثم توحيد البلاد واجتماع الكلمة والالتفاف حول القيادة وانتشار العلم الشرعي.. ولقد قال عز وجل في محكم كتابه: (ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم). حفظ الله بلادنا من الفتن وشرورها وحفظ الله ولاتنا وسدد خطاهم وأيدهم بنصرهم إنه سميع قريب مجيب الدعوات.