انتخب البرلمان الخميس سيريل رامافوسا رئيسا لجنوب أفريقيا خلفا لجاكوب زوما الذي تنحى عن منصبه مذعنا لمطالب حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم الذي ينتمي إليه لوضع نهاية لحكمه الذي امتد لتسع سنوات شابتها الفضائح. وقال رامافوسا (65 عاما) إنه سيركز على القضاء على الفساد وتعزيز النمو الاقتصادي. وقفز مؤشر البورصة الرئيسة في جنوب أفريقيا حوالى 4 في المئة ليصبح في طريقه لتحقيق أكبر مكاسب في يوم واحد منذ أكثر من عامين مع ترحيب المستثمرين باستقالة زوما بعد 9 سنوات قضاها في السلطة وشابتها اتهامات بالفساد. لكن طريق العودة إلى الرخاء تحت قيادة رامافوسا، الذي أصبح رئيسا للحزب الحاكم في ديسمبر، سيكون طويلا وعسيرا في بلد لا يزال يعاني من الاستقطاب في قضايا العرق وعدم المساواة.ولد سيريل رامافوسا في سويتو، معقل الحركة المناهضة للتمييز العنصري في عاصمة جنوب أفريقيا، جوهانسبرغ عام 1952، واعتقل بسبب أنشطته المناهضة للفصل العنصري عام 1974 لمدة عامين، تولى منصب الأمين العام لاتحاد عمال المناجم في عام 1982، لكنه كان يعيش حياة مترفة. وصار رئيساً للجنة الاستقبال الوطنية التي أعدت لإطلاق سراح الزعيم نيلسون مانديلا من السجن عام 1990، ثم أصبح نائبا ورئيسا للجمعية الدستورية في عام 1994. ودخل رامافوسا المعروف بولعه بسيارات السباق وصيد الأسماك عالم الأعمال التجارية ليصبح واحداً من أغنى رجال الأعمال في جنوب أفريقيا عام 1997 حيث تقدر ثروته حالياً ب 450 مليون دولار. لكن شغفه بعالم السياسة كان دائماً أكبر من عالم التجارة والأعمال، وكان يطمح بأن يصبح نائباً لنيلسون مانديلا، أول زعيم أفريقي يحكم جنوب أفريقيا يعد إنهاء نظام الفصل العنصري. وبسبب تجاهل مانديلا لرغبته بأن يصبح نائباً له واختياره لثابو مبيكي بدلاً منه، شعر بالضيق الشديد حيث رفض حضور حفل تنصيب مانديلا رئيساً للبلاد، كما رفض تولي أي منصب حكومي وقتها. وأصبح رمزاً للرأسمالية السوداء في جنوب أفريقيا بعد أن صار حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في السلطة في نهاية حكم الأقلية البيضاء في عام 1994. وبالرغم من كونه من الساسة القدامى واليد اليمنى للرئيس جاكوب زوما على مدى 5 سنوات ماضية، فإنه سعى جاهدا لئلا ينظر إليه باعتباره استمرارا للمرحلة الحالية. وكان أثناء حملته الانتخابية من أشد المنتقدين للفساد معتبرا ذلك بمثابة خيانة. وأوجز في برنامجه الانتخابي خططاً لانعاش اقتصاد البلاد ومعالجة عدم المساواة بين المواطنين والحد من الفقر. وقال رامافوسا أثناء حملته الانتخابية «هذه لحظة تحديث عظيمة ويجب علينا ألا ندعها تمر دون جدوى». وأضاف «يجب أن نتفهم المرحلة ونوحد بلادنا حول هدف واحد، وهو جعل جنوب أفريقيا بلداً عظيماً، خالياً من الفساد، والفاسدين».