نفت أمانة العاصمة المقدسة ل»المدينة» وجود صكوك تملك لبعض القبور بأسماء الموتى، وذلك على خلفية تداول مغردين عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقطعًا صوتيًّا لشخص يقول فيه، إنه دخل مقبرة الشرائع، ووجد قبورًا بصكوك للموتى ولا تفتح أبدًا، والسبب أن الذين دفنوا فيها من الأفارقة المرابطين في المسجد الحرام، والذين جاءوا إلى مكةالمكرمة للعبادة، وأمضوا فيها عشرات السنين، وأشار المقطع إلى أن أمانة العاصمة المقدسة تخاطب المحكمة العامة لاستخراج صكوك لهذه القبور، ولا يسمح بفتحها. وفي سياق متصل، كشف عدد من عمال مقبرة الشرائع، بمكةل»المدينة» عن عثورهم على جثث غير متحللة، رغم مرور أكثر من 4 سنوات على دفنها، وهي الفترة التي يتم بعدها فتح القبور لتنظيفها؛ استعدادًا لدفن موتى آخرين، حيث إن القبور التي توجد فيها جثث غير متحللة يتم إغلاقها مرة أخرى وفتحها بعد 4 سنوات لمعرفة إن كانت قد تحللت أم لا. وقال عدد من العاملين في المقبرة إنهم أثناء قيامهم بفتح بعض القبور؛ لتنظيفها بعد مرور الفترة المحددة، وهي أربع سنوات وجدوا جثثًا لم تتحلل، فتركوها داخل القبر، ووقفت (المدينة) على عدد من القبور التي تحتوي على جثث غير متحللة، بمقبرة الشرائع التي تقع في مخطط 3 على يسار الداخل إلى مكةالمكرمة. وقال أحد عمال المقبرة، إنه يعمل فيها منذ أكثر من عشر سنوات، ولاحظ بكثرة على مدار الأعوام الماضية ظاهرة الجثث غير المتحللة لبعض الأموات الأفارقة، الذين يدفنون في مقبرة الشرائع، وأوضح أن المربع الأول في المقبرة يضم 18 ألف قبر، مضى على الأموات المقبورين داخلها أكثر من أربع سنوات ونصف، وعندما حان موعد فتح القبور لتنظيفها؛ ليدفن فيها آخرون وجدوا قرابة 120 جثة غير متحللة، بعضها ما زال محتفظًا بشعره كأنه دفن بالأمس. وقال عامل آخر فضَّل عدم ذكر اسمه، إنه يعمل في المقبرة منذ سنوات، وأضاف أن ما نشر في المقطع صحيح لكن لا يتم فتح القبور بعد ستة أشهر، كما ورد بالمقطع بل بعد أربع سنوات، وأضاف: وجدنا جثثًا لموتى دفنوا قبل أكثر من أربع سنوات كما هي، وبعد مرور مدة زمنية أخرى فتحنا نفس القبور، ووجدنا الجثث كما هي فتركناها. أمانة مكة: الجثث غير المتحللة نادرة مدير إدارة الإعلام والنشر بأمانة العاصمة المقدسة أسامة زيتوني، نفى ل»المدينة» وجود صكوك تملك لبعض القبور في مقبرة الشرائع أو غيرها، مشيرًا إلى أن المقطع المتداول فيه الكثير من المغالطات، وهو قديم سبق تداوله قبل سنوات، وأضاف: لا ندري سبب إعادة تداوله، وقال: هناك بعض الجثث وجدت غير متحللة، أثناء فتح القبور، لكنها نادرة، وليست بالحجم الكبير. قال الشيخ الدكتور هشام بن عبدالملك آل الشيخ، أستاذ الفقه المقارن بالمعهد العالي للقضاء بالرياض: إن هناك شواهد على مدار التاريخ أن بعض الأموات لا تتحلل جثثهم، ومنهم حملة القرآن الكريم. وهناك شهداء اليمامة من الصحابة الذين دفنوا في اليمامة، وجاء سيل في وقت متأخر من خمسين عامًا، وجرف السيل بعض القبور، وخرجت بعض الجثث، كأنها دفنت أمس، وهم يعرفون بأن هذه المنطقة هي التي حصلت فيها غزوة اليمامة، ودفن فيها القراء والصحابة، فخرجت بعض الجثث، وفي الليل جاءت فرق البلدية، ونقلت الجثث، وأعادتها في المقبرة العامة، لكن الأطباء يقولون: إن تحلل الجثة مرهون بالتربة؛ لأن بعض الأتربة فيها شيء من المواد التي لا تحلل الجثة، وتبقيها على طبيعتها، وبناءً على ذلك لا نستطيع أن نحكم بأن هذه الجثة لإنسان صالح أو فاسد، ثم لا يترتب على قولنا بأن هذا صالح أو فاسد شيء من الأعمال في الدنيا، إلا قضية الاعتبار إن قلنا إن هذا رجل صالح، وبقيت جثته إلى هذا الزمن، ولم تتحلل؛ معنى ذلك أن الأعمال الصالحة لها تأثير في ذلك.