الإصرار على اختبار القياس يجعل الحديث عنه أو الكتابة حوله لا جدوى منه ولا طائل من ورائه، فبرغم كل ما كتب وقيل عنه والانتقادات التي وجهت إليه نلاحظ العكس، اختبار القياس في تزايد مستمر ونراه يتسع بشكل أكبر وعلى نطاق واسع واصبح يتدخل في كل شيء في الرغبة في إكمال الدراسة وفي اختيار التخصص وفي البحث عن وظيفة فمن النادر أن تجد جهة تعلن عن وظائف لا تشترط على المتقدمين درجة اختبار القياس وليس أمام المتقدم إلا الامتثال لهذا الشرط. لكن الذي دفعني للكتابة في هذا الموضوع هو ما يلاحظ على نوعية اختبارات القياس.. فأنا لا أعلم ما هو السر على الإصرار في التركيز على الأسئلة العلمية وخاصة الرياضيات، وحشرها في كل اختبار قياس؟ حيث تأخذ النصيب الأكبر من الأسئلة، فإذا كنا نؤمن بمبدأ التخصص، يفترض أن تكون أسئلة القياس متماشية ومتطابقة مع التخصص ونوع الوظيفة، فمثلا: إذا كان اختبار القياس متعلق بوظائف في النيابة العامة في مثل هذه الحالة يفترض أن تكون غالبية أسئلة اختبار القياس حول القانون والشريعة، أي في هذا الجانب أو التخصص بشكل عام. مثال آخر: شخص متقدم لوظيفة معلم تخصصه لغة عربية، يفترض أن تكون 80% من أسئلة القياس على الأقل في اللغة العربية، وإذا كان تخصصه كيمياء تكون 80% من الأسئلة في الكيمياء، أما إذا تخصصه رياضيات في هذه الحالة يتم التركيز على أسئلة الرياضيات وهكذا.. وضحت الفكرة أو الصورة؟ أرجو ذلك.