قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تصريحات أمس السبت، إن التحالف الدولي في طريقه للقضاء بشكل نهائي على تنظيم «داعش» في العراق وسوريا، واعتبر ماكرون أن الأولوية بعد التخلص من الارهابيين هي إعادة بناء الشرق الأوسط. وجدد ماكرون التأكيد خلال لقاءه المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل، على أنه يدعم ميركل في تشكيل حكومتها الائتلافية الجديدة. واعتبر ميركل أنه بوجود حكومة قوية في ألمانيا فان مساعي الاستقرار سوف تتزايد وبصورة كبيرة. وقال مكتب الرئاسة الفرنسية إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قامت بعقد اجتماع عمل مع الرئيس إيمانويل ماكرون من أجل مناقشة مستقبل أوروبا. وتريد فرنسا إعطاء قوة دفع جديدة لمساعي البلدين لإصلاح الاتحاد الأوروبي والتي تعطلت بسبب إنشغال ميركل محليا في محادثات شاقة لتشكيل حكومة ائتلافية. وفاز ماكرون بالانتخابات الرئاسية الفرنسية في 7 مايو 2017 حيث تغلب المصرفي الشاب ذو ال39 عامًا على ماري لوبن، بنسبة 66.06 %. وخلال الأشهر القليلة بعد مكوثه في قصر الأليزيه، تمكن الرئيس الثامن للجمهورية الفرنسية الخامسة، من أن يكون لاعبًا قويًّا ومؤثرًا في السياسة الدولية، رغم صغر سنه من وجهة نظر البعض. هذا إضافةً إلى تزايد شعبيته على المستوى الداخلي الفرنسي، وأظهرت تقارير استطلاع للرأي أن شعبية الرئيس ماكرون متزايدة، رغم بعض المشكلات الداخلية، أو الحوادث الإرهابية التي عاشتها باريس خلال الأشهر الأخيرة. ولد ماكرون في 21 ديسمبر 1977 في أميان، وهو سياسي ومصرفي استثماري فرنسي سابق، متخرج في المدرسة الوطنية للإدارة في 2004، بعدها أصبح مفتشًا ماليًّا قبل أن يبدأ في 2008 العمل كمصرفي استثماري في بنك روتشيلد أند سي. وفي خلال الفترة بين 2006 إلى 2009 انضم للحزب الاشتراكي، ثم عين في 2012 نائبًا للأمين العام لرئاسة الجمهورية الفرنسية لدى الرئيس فرانسوا أولاند، ثم وزيرًا للاقتصاد والصناعة والاقتصاد الرقمي في حكومة مانويل فالس الثانية، وذلك حتى 2016. في أبريل 2016، أسس حزب إلى الأمام (!En marche) ذا التوجهات الوسطية. أظهر ماكرون أنه سياسي «حكيم» كما يحلو لوسائل الإعلام الفرنسية أن تسميه أو تطلق عليه هذا اللقب، لكن وحسب تقارير من الشارع الفرنسي فإن ماكرون أمامه الكثير من العقبات والتحديات الداخلية، التي لا بد وأن يجد لها حلولًا كما سبق ووعد في برنامجه الانتخابي، وبما أنه في السياسة الدولية قد أثبت حضورًا فاعلًا في كثير من المحافل الدولية، فهل ينجح الرئيس الشاب في أن يتغلب على التحديات الداخلية، ويقوم بتنفيذ وعوده الانتخابية للمواطنين الفرنسيين؟!