يتحول كورنيش القطيف بالمنطقة الشرقية أسبوعيًّا إلى مهمة جديدة عن عادته، ويصحو من هدوئه المعتاد حينما «يبسط» الكاتب حسن آل حمادة طاولاته، منشئًا معرضًا للكتاب، متنقلًا به حسب حاجة الجمهور له، فاليوم في الكورنيش وغدًا في مهرجان.. وهكذا، مخالفًا كل الأعراف التي اعتاد عليها المجتمع، فالكتاب هنا يجدهم قبل أن يجدوه. آل حمادة أوضح ل»المدينة» أن بسطته تأتي امتدادًا لمشروعات سابقة نفذها؛ تستهدف تشجيع القراءة في الأماكن العامة، مثل الواجهة البحرية، والحدائق العامة، وتوفر كتبًا مختلفة تخاطب مختلف الأعمار، ويختار الزائر منها ما يناسبه ليقرأ بعض الوقت؛ بهدف تسليط الضوء على أهمية جعل القراءة عادةً يوميةً في حياة الجميع. ولا يكتفي آل حمادة بعرض الكتب فقط؛ حيث يتضمن وقت البسطة وجود بعض الفعاليات المختلفة أسبوعيًّا، كالأمسيات الشعرية، وتواجد بعض الفنانين التشكليين، ورسامي الكاريكاتير، والمصورين، أو توقيع كتب سعودية، ويتم تبادل الأحاديث الثقافية من خلال ورشة مفتوحة بين المهتمين، ويخصص ركن للأطفال تتلى عليهم القصص، كما يشاركون بقراءة الكتب التي يكتبونها أمام الجمهور. وينوه آل حمادة إلى أن اختيار عنوان «بسطة» جاء؛ لأنه يريدها أن تتسمى بالجمع بين الحالة الشعبية والنخبوية في آن واحد، فالبسطة بمسماها المعروف تجمع مختلف شرائح المجتمع، ويسعى هو في بسطة لتوفير الكتب التي يجد فيها الجميع ضالته، مشيرًا إلى نجاح الفكرة بشكل جيد، ففي بسطته يوفر عشرات العناوين أسبوعيًّا وبشكل لا يتكرر، كما أن بعض الكتب أعيدت طباعتها مرارًا بعد أن كانت طبعة واحدة؛ حيث تلعب البسطة دور الوسيط بين المكتبات التجارية والقراء، وتتنوع الكتب بين الفلسفة والأدب والتاريخ وغيرها من العلوم.