تختتم اليوم في القاهرة، أعمال مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس الذي نظمه الأزهر بمركز الأزهر للمؤتمرات على مدى يومين بمشاركة وفود من 86 دولة من بينها المملكة، برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي. ورأس وفد المملكة في أعمال المؤتمر وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ. وشهدت الجلسة الافتتاحية حضور الرئيس الفلسطينى محمود عباس وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ووزير الأوقاف نائبا عن رئيس الوزراء المصري الدكتور محمد مختار جمعة، وبابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى. وأكد الشيخ صالح عبدالعزيز آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، أن الخطوة الأمريكية باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، باطلة شرعا، وقانونا. وأشار في كلمته أن مشاركة المملكة تأتي من منطلق البحث عن آليات عملية للانتصار لكرامة الفلسطينيين والعرب والمسلمين، والعمل على حماية الهوية العربية والمقدسات الموجودة في القدس الشريف، وصد الغطرسة الصهيونية. وأضاف أن المملكة تؤيد اهتمام الأزهر الشريف بالقدس، وتعتبر الواجب الكبير هو الوقوف الراسخ والدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني؛ حتى ينال حقوقه المشروعة وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف، مشيرا إلى أن المملكة راعية الحرمين الشريفين وهي قبلة المسلمين قائمة اليوم بواجبها الإسلامي والعربي بحماية القدس من كل الأخطار ومنها تهويده أو جعله عاصمة لدولة الاحتلال الصهيونية. وشدد على أن بيت المقدس بناه العرب اليبوسيون وسكنوه وهذه الأرض المباركة أرض إبراهيم والأنبياء من بعده، مشيرا إلى أن سيدنا إبراهيم كان حنيفا مسلما ولم يكن يهوديا. وقال إن القدس مرتبط بعقيدتنا الإسلامية وولائنا لأنبياء الله وربط الله بالمسجد الأقصى والحرام للتأكيد على قدسيته فهما شيء واحد في الإيمان والقداسة، مؤكداً أن نصرة القدس فرض لازم لا محيد عنه عقيدة ماضية والنصرة شريعة في الإسلام راسخة. دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس المسلمين والمسيحيين، إلى زيارة القدس دعما لأهلها ولهويتها العربية والإسلامية. وأكد الرئيس الفلسطيني في كلمته أمام المؤتمر أن القدس هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، مشيدا بتنظيم الأزهر الشريف ومصر لهذا المؤتمر العالمي لنصرة القدس. وأوضح أن «هناك مؤامرة كبرى تستهدف القدس بكل ما تمثل من معان تاريخية وثقافية وحضارية، وتضرب بعرض الحائط كل الأعراف الدولية والمواثيق الإنسانية». وقال إن «تلك المؤامرة بدأت بوعد بلفور المشؤوم قبل 100 عاما على حساب الشعب الفلسطيني ومقدساته، بل إن المؤامرة بدأت قبل ذلك بكثير بوضع جسم استعماري لخدمة مصالح الغرب». وتابع «وجاء الإعلان الخطير والأخير الذي ادعى فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن القدس عاصمة لإسرائيل في انحياز لجرائم إسرائيل والعدوان على مقدسات الشعب الفلسطيني». وقال إن واشنطن «اختارت أن تخالف القانون الدولي وأن تتحدى إرادة الشعوب العربية والإسلامية وكل شعوب العالم». عباس: يجب «شد الرحال» إلى القدس لنصرة أهلها منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، خطيب المسجد الأقصى الشيخ يوسف سلامة، من مغادرة الأراضي الفلسطينية للمشاركة في «مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس»، الذي انطلقت فعالياته، الأربعاء. ودان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ب»شدة» منع سلطات الاحتلال خطيب المسجد الأقصى، من السفر إلى مصر للمشاركة في المؤتمر، الذي تشارك فيه وفود من 86 دولة. وقال شيخ الأزهر: «إن هذا القرار مرفوض تماما ويعبر عن الغطرسة التي تتعامل بها سلطات الاحتلال الصهيوني مع الشعب الفلسطيني وقياداته الدينية». إسرائيل تمنع خطيب الأقصى من المشاركة بالمؤتمر أبو الغيط: الأمن لن يتحقق بالمنطقة إلا بحدود 67 من جهته اقترح شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، أن يخصص هذا العام ليكون عاما للقدس الشريف (2018)، تعريفا به ودعما ماديا ومعنويا للمقدسيين، ونشاطا إعلاميا وثقافيا متواصلا تتعهده مؤسسات رسمية، مثل جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. وقال شيخ الأزهر في كلمة له أمام «مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس» في القاهرة أمس ، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يجب أن يُقابل بتفكير إسلامي وعربي جديد وجدي يحترم عروبة القدس وحرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية. وتوجه الدكتور الطيب بنداء للأمة الإسلامية والعربية كلها، بالقول «إنها أمة مستهدفة بدينها وهويتها ومناهجها التربوية ووحدة شعوبها»، وأضاف أن «العد التنازلي لتقسيم المنطقة بدأ لتفتيتها ولتنصيب الكيان الصهيوني شرطيا عليها بأسرها». ودعا شيخ الأزهر إلى «سلام مشروط بالعدل والاحترام لا يعرف الذل أو الخنوع». الطيب:بدأ تفتيت المنطقة لتنصيب إسرائيل شرطيا لها أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن القدس ليست بقعة جغرافية من الأرض وإنما قطعة من الروح والوجدان والوعي الديني للعرب والمسلمين، معتبرا أن القرار الأمريكي بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل مدان ومرفوض وليس له أثر قانوني. وقال أبو الغيط في كلمته خلال مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس الذي انطلقت فعالياته تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس الأربعاء: إن الأبعاد المتشابكة لقضية القدس القانونية والتاريخية والسياسية لا ينبغي لها أن تنسينا البعد الديني بشقيه الإسلامي والمسيحي. وأضاف أن القدس الشرقية عربية، وهى عاصمة للدولة الفلسطينية ويوجد بها 300 ألف فلسطينى يمارسون كل يوم صمودهم، مما يعد شرفاً على جبين الأمة، مؤكدا أن الأمن لن يتحقق فى المنطقة إلا بحدود 1967.