ليس بغريب على خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ورعاه - إصدار أوامر الخير التي تحمل بشائر الوفاء والبركة والعطاء للمواطن، التي أثلجت صدور شعبه، الذين يقدمون الولاء وكامل المحبة والوفاء، وستعكس الأوامر تطورًا كبيرًا في مجالات التنمية والأمن والرفاهية، وتجعل الشعب يطمئن ويتطلع إلى غد مشرق، ومستقبل مزدهر، بإذن الله من الخير والعطاء والتقدم والنماء، ويتجسد من ذلك تقوية جانب المحبة بين القيادة والرعية، وتماسك بنيان هذا الوطن المعطاء، الذي يمثل «القيادة والشعب قلب واحد». فمنذ أن وَحَّد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - أجزاء البلاد المترامية الأطراف، وأرسى قواعد الحكم فيها، بدءًا بتلمُّس احتياجات المواطنين، وتحقيق مطالبهم الملحة في ذلك الزمان، وتحقيق الأمن والاستقرار في كل أرجاء البلاد - حتى تحقق الأمن الشامل والكامل، وعاش المواطن والمقيم والحاج والمعتمر في أمنٍ وأمان. بعد وفاة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - تَعَاقبَ أبناؤه الملوكُ البررةُ على إتمام مهمة المؤسس، التي بدأها وأرسى قواعدها على كتاب الله وسُنَّة رسوله - صلى الله عليه وسلم - حتى تقلد زمام الحكم خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان - أيده الله - الذي أكمل مسيرة سلفه الملوك والعظماء الأوائل، إضافةً إلى سياسة الحزم والعزم، ومحاربة الإرهاب والفساد، وفي هذه الأيام تعيش المملكة تنميةً شاملةً في المجالات كافة السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والاجتماعية والأمنية والعسكرية والرياضية؛ مما جعل دورها رياديًّا في مكافحة الإرهاب، ودعم الأمن الإقليمي والدولي، ونصرة القضايا العربية والإسلامية.. واستطاعت بذلك أن تقود مسيرة التنمية بجدارة، وتحقق مكاسب معنوية وسياسية. كما أكدت دورها الفاعل في رسم الاقتصاد العالمي، وأنها قبلة آمنة للاستثمارات من مختلف دول العالم؛ نظرًا إلى ثقلها المؤثر في الاقتصاد العالمي، وإلى مواقفها المعتدلة وقراراتها الاقتصادية الرشيدة، التي تبنتها خلال سنوات التنمية الشاملة، إضافةً إلى النمو المتوازن للنظام المصرفي السعودي، فأصبحت من مجموعة العشرين الدولية، التي تضم أقوى اقتصاد عشرين دولة حول العالم. ندعو الله - جلت قدرته - أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين، وأن يحفظ بلادنا وأمننا وأماننا، وأن يحفظ قادتنا وولاة أمورنا، يومًا بعد يوم، وينعم على مملكتنا أمنها ورخائها.