في الوقت الذي تتجه فيه المملكة نحو دعم قطاع السياحة والترفيه وذلك بهدف تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط، نجح مواطن سعودي بالمنطقة الشرقية في جذب الزوار والوفود القادمة إلى المملكة العربية السعودية، وذلك عبر متحف أنشأه وجمع فيه ما يقارب ال500 ألف قطعة أثرية منوعة، من بينها مقتنيات للأسرة المالكة، و70 سيارة للملوك والرؤساء، كما خصص قاعة للأسلحة القديمة حيث يصف المختصون مقتنيات المتحف الثمينة بأنها جواهر نادرة، يحلو الوقوف أمامها. صاحب المتحف المواطن عبدالوهاب بن سليمان الغنيم كشف عن دور المصادفة في قصة تأسيس المتحف، ويقول: «في فترة السبعينيات الميلادية، وعندما كنت في المرحلة المتوسطة، كان لدينا راديو قديم في البيت، احتفظت به، ليكون أول قطعة في المتحف». ويضيف: «مع بداية الطفرة، ودخول المقتنيات الجديدة إلى حياتنا، بدأت عائلتي في التخلص من الأشياء القديمة، التي كنت حينها أجمعها، وجعلت «بيت الدرج» مكانًا لمقتنياتي البسيطة، الذي وصل عددها إلى 12 قطعة، ومع مرور الوقت والفراغ واستقرار العمل، تطور الأمر، وظهرت ملامح هذا المتحف، الذي بدأ على عدة مراحل، شمت الصالة، ثم المجلس». ويتابع الغنيم حديثه: «في عام 1998 اشتريت هذه الأرض وهذا البيت، وكان لدي مجلس جعلته للأنتيك، ومتحف آخر خصصته للسيارات، بعد ذلك دمجت المتحفين إلى متحف واحد، الذي ترونه اليوم». من جانبه أوضح مدير عام هيئة السياحة والتراث الوطني أمين مجلس التنمية السياحية بالمنطقة الشرقية المهندس عبداللطيف بن محمد البنيان أن تكريم الهيئة للغنيم، ضمن تكريم مجموعة من أصحاب المبادرات النوعية، الذين ساهموا بجهود استثنائية، لدعم السياحة والتراث الوطني، مشيرًا إلى أن الهيئة تحرص على تكريم أصحاب المبادرات بصفة مستمرة، بتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني. وذكر مدير عام سياحة الشرقية أن متحف الفلوة والجوهرة بالدمام الذي أسسه الغنيم، يعد أحد أكبر المتاحف الخاصة المرخصة بالمملكة، ويواكب المتحف تطلعات الهيئة، التي أعلنت عن إقامة ملتقى التراث العمراني الثاني، في المنطقة الشرقية، وعمل الغنيم على تطوير المتحف، لتبلغ مساحته أكثر من 4 آلاف متر مربع. وأضاف المهندس البنيان: إن الغنيم نجح في تصنيف مكونات المتحف بشكل متميز، واستقبال الزوار والوفود المحلية والأجنبية، وشارك المتحف في العديد من المناسبات واللقاءات والوفود والشركات، ولذا حرصت الهيئة على وضع المتحف على المسار السياحي، كما حظي المتحف بزيارة سمو رئيس الهيئة.