استفز الكثيرين ممن يعرفون فضل الحبيب صلى الله عليه وسلم وقدره المناداةُ الأخيرة ومن على المنابر بعدم تقديم اسم الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ب «سيدنا «. وأتتني رسالة عبر قروب في الوتس أب تحمل في طياتها عبارات جميلة وبديعة ومفيدة عن كلمة سيدنا وبخاصة للحبيب صلى الله عليه وسلم.. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أنا سيد ولد آدم» أخرجه مسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: «أنا سيد الناس يوم القيامة» متفق عليه. فالنبي صلى الله عليه وسلم هو سيد الأولين والآخرين، وسيد الخلق أجمعين اتفاقًا. والأدب أن نقول «سيدنا محمد» ولا نقول «محمد «ولا أن نتحرج فنقول «نبينا محمد» تهربًا من قول: «سيدنا محمد» أما قوله صلى الله عليه وسلم: «السيد هو الله» فإن السيد الخالق هو الله تعالى، سيد على كل خلقه ومن سواه عبيده. وهناك سيادات أخرى مجازية للمخلوقات على بعضها، قال تعالى: (أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) [آل عمران: 39] فذكر أن يحيى عليه السلام سيد. عن سليمان بن موسى قال: «لكل شيء سيد، وسيد المجالس مستقبل القبلة» أما حديث (السيد هو الله) فإن ذلك كان في بداية الرسالة لقوم حديثي عهد بالإسلام، لهم رؤساء وملوك وأكابر يعظمونهم، وينقادون لأمرهم، ويسمونهم السادات كما حكى القرآن عن ذلك: (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا) [الأحزاب: 67] فكانوا يظنون أن سيادة النبوة والإسلام هي كسيادة الجاهلية التي كانوا يعرفونها. وعندما نزل الوحي مخبرًا (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) [الحجرات: 13] وفقه المسلمون الفرق بين الجاهلية والإسلام، والإيمان والكفر، والتقوى والفسوق، ونزل الوحي يعلمهم الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفوا الفرق بين سيادة الجاهلية وبين سيادة الإسلام والتقوى والإيمان فقال صلى الله عليه وسلم: (أنا سيد ولد آدم ولا فخر)، وقال صلى الله عليه وسلم: (قوموا إلى سيدكم) يعني سعدًا بن معاذ، وقال صلى الله عليه وسلم: (فاطمة سيدة نساء العالمين)، وقال صلى الله عليه وسلم: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة في الجنة) وقال صلى الله عليه وسلم: (أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة في الجنة) وقال صلى الله عليه وسلم: (علي سيد في الدنيا وسيد في الآخرة) ولا يمكن أن يتناقض رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه معصوم (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)، وفهم الصحابة رضوان الله عليهم ذلك، فقال سيدنا عمر رضي الله عنه: (أبو بكر سيدُنا وأعتق سيدَنا) يعني بلالًا رضي الله عنه، وغير هذا كثير من النصوص الثابتة في السيادة. وقد ورد في بعض النصوص أنه صلى الله عليه وسلم قال: (أنا سيد الناس يوم القيامة) وإنما ذكر يوم القيامة لأن ذلك اليوم يوم حق، وتظهر سيادته صلى الله عليه وسلم على كل الخلائق، خاصة للذين كذبوه وكفروا به ونازعوه السيادة في الدنيا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر) إظهارًا لفضله على من سواه يوم القيامة. وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.