غالبًا ما تقوم النظم التربوية بالاستفادة من النظم الصناعية والاجتماعية والاقتصادية لتحسين عملياتها للوصول إلى الأهداف التي تسعى لتحقيقها بجودة عالية، وبما أن الإشراف التربوي أحد أنظمة الإدارة التربوية فقد جرى تطبيق مبادئ الإدارة بالأهداف وذلك على اعتبار أن الإشراف التربوي هو عملية تشاورية تتم بين المشرف التربوي والمعلم على صياغة الأهداف التي يرغبون الوصول إليها ومن ثم وضع السبل التي توصلهم لتحقيق تلك الأهداف، كما يؤكد الإشراف التربوي على احترام رأي كل من المعلمين والمتعلمين والقائمين على عملية الإشراف التربوي والمؤثرين فيه، ويسعى إلى تهيئة فرص النمو والتشجيع على الابتكار والإبداع، وهو ما يتوافق مع أسلوب الإدارة بالأهداف. وقد ظهر نمط الإشراف التربوي بالأهداف كردة فعل نتيجة للممارسات الإشرافية السابقة التي كانت تطبق الأنماط البيروقراطية وتهمل قدرات المعلمين، وتجبرهم على تنفيذ إجراءات دون إشراكهم في تحديد الأهداف، مما يقلل من الدافعية لديهم، لذا سارع عدد من التربويين بالتأكيد على ضرورة الأخذ ببعض الاتجاهات الحديثة في الإشراف التربوي، ومنها الإشراف التربوي بالأهداف. وإذا ما أردنا تعريف الإشراف التربوي بالأهداف فإنه يمكننا القول بأنه عملية مشاركة جميع الأفراد المعنيين بالعملية الإشرافية في وضع الأهداف المراد تحقيقها بغرض زيادة فاعلية العملية الإشرافية وتتضمن هذه العملية تحديد أهداف واضحة وقابلة للقياس والتطبيق، ونتائج محددة بدقة وبرامج واقعية، وتقييماً للأداء في ضوء النتائج المتوقعة، ويقوم هذا النمط من الإشراف بتحديد الأهداف التربوية بمشاركة المشرفين التربويين ومديري المدارس والمعلمين، وتحديد مسؤولية كل طرف في تحقيق هذه الأهداف، ويمكن القول بأن هذا النمط يلي مباشرة نمط الإشراف البيروقراطي من حيث شيوعه وكثرة استخدامه في المدارس الأمريكية.