الشماتة: هي الفرح بما يصيب الناس من مصائب ومحن في الدين والدنيا، أو هي كما يقول بعض العلماء: فرح الإنسان ببلية غيره، وإظهار الفرح بها، وهي محرمة في شرع الله، فربنا عز وجل يقول: (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون)، وسيدنا رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع عورته يفضحه ولو في جوف بيته)، وكما يقول عليه الصلاة والسلام: (لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم ولا تطلبوا عوراتهم، فإن من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته)، وفي الحديث (لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك)، وهو وإن كان ضعيفًا إلا أن معناه صحيح، ومجرَّب، فكم رأينا في الحياة من فرح بما ابتُلي به غيره، حتى ندم على فرحه ببلاء أخيه، وهي واقع في حياة الناس تتكرر كل يوم، والنفس الأمارة بالسوء لا تأمر العبد بخير، بل تدفعه إلى الشر، والمجتمع الذي تسوده الأحقاد إنما هو مجتمع يستحل ما حرم الله من هذه المعاصي الكبيرة، فقد نهى سيدنا رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- عن الغيبة فقال: أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته. وبهذا المعنى فإن الغيبة لا تكون إلا لمن كان فيه العيب أو النقص الذي تذكره عنه، وهو حتما يكره أن يذكر عنه ويشاع، أما إذا اتهمته بما ليس فيه، فتلك كبيرة من كبائر الذنوب وهي البهتان، بل هي أكبر الكبائر، رجونا ألا يقع فيه مسلم يخشى الله في حق أخيه، وإن الكف عن الشماتة لا يكلف العبد شيئًا، وإنما يجعله مطيعًا لربه، صادقًا مع نفسه، محبًا لإخوانه، فهل يفعل، هو ما نرجوه.. والله ولي التوفيق.