قال الدكتور محمد بن صقر السلمي، رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية في تصريحات ل»المدينة»: النظام الإيراني يتحكم الآن في كل مقدرات البلاد، ويستخدم تلك الموارد لتغذية طموحه التوسعي ودوره التخريبي في المنطقة على حساب الشعوب في إيران، حتى وصل الحال إلى أن قرابة نصف المجتمع الإيراني يعيش تحت خط الفقر وقرابة 15 مليونًا منهم يعيشون تحت خط الفقر المدقع. وأشار إلى أن أموال الشعب الإيراني وعائدات النفط والغاز أصبحت تخرج من البلاد إلى سوريا والعراق ولبنان واليمن ونيجيريا، وغيرها ليس كمساعدات إنسانية، بل مشروعات تخريبية وإشعال لفتن الطائفية والإرهاب والدمار والخراب.. يوميا هناك مسيرات ووقفات احتجاجية في كل المدن الإيرانية بسبب الظلم، الذي يمارسه النظام على الشعب وتأخر الرواتب وتزايد معدلات البطالة والتضخم الاقتصادي. لقد وصل الحال بالشعوب في إيران إلى حالة من اليأس وازداد ذلك بين شريحة الشباب من الجنسين، مما اضطرهم في تلك الظروف القاسية إلى الهروب من البلاد، ومن لا يستطيع ذلك فقد لجأ إلى المخدرات للهروب من الواقع التعيس، الذي يعيشه ولذلك نجد أن ظاهرة تعاطي المخدرات والإدمان عليها قد وصلت إلى تلاميذ المرحلة المتوسطة والابتدائية أحيانًا ووفقًا للتصريحات الرسمية الإيرانية. صحيح أن الأمور تتطور من سيّئ إلى أسوأ، ولكن لا يزال لدى الشعب الإيراني فرصة التعايش مع محيطه الإقليمي، ويتخلص من عبث تصدير الثورة والطموح التوسعي والحلم الامبريالي، ولعله ينقذ البلاد من توجهات النظام، التي تقوده إلى المزيد من المعاناة والنظرة السلبية في كل مكان، فهل تفعلها الشعوب في إيران وتنقذ ما يمكن إنقاذه؟! بين السلمي أن إيران تمتلك ثروات هائلة ومصادر متنوعة، فهناك النفط والغاز والموارد الطبيعية الضخمة والأراضي الزراعية الخصبة والواسعة. كان الشعب الإيراني من أثرى شعوب المنطقة وأكثرها استقرارًا من الجانب الاقتصادي.. كان النظام السياسي الشاهنشاهي يحكم البلاد بقبضة أمنية ديكتاتورية لعب جهاز السافاك فيها الدور الأبرز.. لعوامل عدة ثار الشعب الإيراني ضد الحكومة البهلوية، بأمل أن ينجو من تلك الديكتاتورية ويتمتع بالرخاء الاقتصادي الذي يعيشه.. لكن ما إن نجحت الثورة واختطف الملالي تلك الثورة الشعبية حتى بدأ المجتمع الإيراني يخسر الرفاهية الاقتصادية والمعيشية، ولم يتحقق العدل، بل أصبح يعاني الديكتاتورية والفقر والعوز معًا. وبحسب السلمي فإن مشروع البرنامج النووي الإيراني كان أحد أكثر المشروعات شرًا ووبالا على المجتمع الإيراني فبسبب طموح نظام ولاية الفقيه للوصول لإنتاج السلاح النووي عانى الشعب الإيراني من تبعات ذلك كثيرا، فمن جانب تبددت ثروات طائلة بسبب الهرولة خلف ذلك الحلم، ومن جانب آخر أصبحت العقوبات المفروضة على إيران مضرة بالمجتمع أكثر من النظام بسبب استثمار الحرس الثوري لذلك للاستيلاء على الاقتصاد الإيراني وتمتعه بتسهيلات كبيرة من بينها الإعفاء من الضرائب والرسوم الجمركية واستغلال قوته العسكرية ووجوده في المناطق الحدودية للتهريب من إيران وإليها، وبالتالي تم إخراج التجار غير المنتمين لدائرة النظام من المنافسة التجارية، مما اضطر كثيرا منهم لإعلان إفلاسه قسرا أو إغلاق كل المشروعات التجارية والخروج من السوق مكرهًا.