شكا عدد من سكان حي التيسير شرق جدة من طوفان المياه الجوفية التي تسللت إلى الشقق والمصاعد والأرضيات والمساحات الجانبية للمنازل التي يقطنونها، وأوضحوا أنهم تورطوا في امتلاك شقق سكنية بمئات الآلاف من الريالات بوعود جميلة ورائعة وجذابة -وفقًا لحديثهم- لافتين إلى وعود خدمات ما بعد البيع والتي راحت أدراج الرياح فيما لا تخرج الخدمة المقدمة عن مياه جوفية تحمل معها الأمراض والأوبئة إلى البيوت.. المدينة تابعت الصورة عن قرب واستمعت لآراء السكان. الكرة في الأمانة على النقيض من ذلك أكد المهندس محمد بن صالح الغامدي مدير عام المياه بمنطقة مكةالمكرمة أن الشركة تعمل جاهدة على خدمة عملائها والأخذ بملاحظاتهم؛ وذلك سعيا منها لتحسين ورفع مستوى الخدمة المقدمة لهم. ونفيدكم بأن معالجة المياه السطحية من اختصاص أمانات المدن وليس من اختصاص شركة المياه الوطنية، وإن كانت الشركة قد قامت بتنفيذ مشروعات معالجة المياه السطحية في عدد من أحياء محافظة جدة بموجب تكليفها من اللجنة الوزارية المختصة، ترحب شركة المياه الوطنية بأي رأي أو استفسار يخدم الوطن والمواطن، ويحقق المصلحة العامة. انتظرونا شهرين المتحدث الرسمي بأمانة جده المهندس غسان الزهراني قال إن الأمانة وقفت على «حي التيسير» وعلى معاناة المواطنين فيه والتي تتمثل في الخدمات البلدية والطرقات والسفلتة والمياه الجوفية، وقامت الأمانة بدورها في الخدمات والسفلتة كما أنها لاتزال تعمل على إنارة الشوارع وسينتهي العمل بشكل كامل في غضون شهرين كحد أقصى وحرصا من أمانة جدة على حل الإشكاليات التي يواجهها السكان فقد وقفت على أسباب المياه الجوفية والتي تتمثل في عدم وجود شبكة لصرف الصحي مما تسبب في وجود مياه جوفية أو مياه الصرف الصحي من المنازل وهذا الأمر هو مسؤولية شركة المياه الوطنية. تقاذف المسؤوليات يحيى سليمان قال: إن الجهات المختصة رمت بمسؤولية المياه الجوفية على شركة المياه الوطنية فيما تعيد الأخيرة الكرة والمسؤولية إلى الأولى ونظل نحن السكان من يدفع فاتورة تقاذف المسؤولية بين الجهتين، وبيَّن علي السليماني أن المنظر البراق للحي - خارجيًا - كان فخًا، لتملكي شقة سكنية تجاوزت قيمتها أكثر من نصف مليون ريال، وآخرون يعانون المشكلة ذاتها وتتفاوت مبالغهم بالتساوي معي أو أقل بقليل ولكن تظل جميعها أموالًا جمعت بعرق الجبين قدمت ودفعت من أجل توفير «حياة كريمة وعيش رغيد» لأطفالنا وأسرنا لنواجه معضلة عصية الحلول فهي ليست تلك التي من الممكن التخلص والتغلب عليها بمبالغ معقولة وإلا لقمنا بذلك بل إنها عميقة. وقال إبراهيم الصبياني: إن أطفاله يعانون من أمراض سببها المياه الآسنة والناقلة لحمى الضنك وغيرها كونها تسبح بين الأزقة والشوارع بل ووصلت إلى داخل المنازل رغم محاولتنا التخلص منها وفق الإمكانات، وتعجب من تجاهل الجهات للمطالب بالرغم من توالي الشكاوى لهم بين فينة وأخرى وكل الذي نحصده هي الوعود ولا شيء غيرها ويبدو أنها بالكاد وعود تشبه في الدقة والتنفيذ وعود الخدمات لما بعد البيع والتي يروِّج لها العقاريون في الحي.