سعدنا كثيرًا حينما اطلعنا على خطاب الشكر والتقدير الذي وجهه مدير التعليم بمنطقة المدينةالمنورة ناصر العبدالكريم إلى المساعدة للشؤون التعليمية مريم عقيل الجهني بمناسبة تأهل طالبات الإدارة العامة للتعليم بمنطقة المدينةالمنورة وحصولهن على مراكز متقدمة في المشروع الوطني التربوي للثقافة والفنون، حيث صادف هذا التقدير أهله وأثلج صدور جميع العاملين في الحقل التعليمي والتربوي. ولعلها مناسبة طيبة لأن ألقي الضوء على أهمية التقدير والثناء على جهود الآخرين في زمن عزَّ فيه ذلك من قبل الكثيرين، ويشاركني في ذلك الكثير من الباحثين التربويين حينما أشاروا إلى أن معظم المسؤولين الإداريين يعانون من ضعف القدرة على إدارة الجانب العاطفي والنفسي لمرؤوسيهم، فإهمال تأثير الجانب العاطفي على بيئة العمل، هو المسبب الرئيس لترك الموظفين العمل، كما أنه يُقلِّل من الإنتاجية والقدرة على الإبداع والرغبة في إيجاد حلول مناسبة للمشكلات المتعلقة بالعمل. فالكثير من المديرين وأصحاب الأعمال يغفلون عن هذا الأمر، والبعض يتعذر بأنه لو أظهر تقديره لموظفيه فهم سيُقللِّون من قدرته على إدارة الفريق؟ والبعض يتحجج بأن من يعمل لن يحتاج لكلمة شُكر لأنه ينال أجرًا على هذا العمل، والبعض يبرر تصرفه بأن العمل لا يترك له الكثير من الوقت ليظهر امتنانه لموظفيه وهكذا. إن إظهار امتنانك وتقديرك لموظفيك، فإنك تستثمر فيهم الشعور بالرضا عن أنفسهم، وعن أدائهم، وعن علاقتهم بك، ما يجعلهم يحرصون على نيل رضاك، وهذا بكل تأكيد يعود عليك بالنجاح في إدارتك لدفة العمل كما يرفع من الطاقة الإيجابية في جو العمل. ومن جهة أخرى فقد تم تقديم العديد من النصائح في هذا الخصوص، وددت بهذه المناسبة مشاركتها معكم: كن صادقًا: قدم التقديرمن القلب لأن الموظف يستحقه، وخير عمل تقوم به هو إشعار الموظفين بقيمتهم وكفاءتهم في المهمة التي يقومون بها. كن محددًا: قل لقد أحسنت صنعًا حين (قمت بهذا العمل) لقد أشعرتني بالفخر لانتسابك إلى فريقي، على عكس قول ببساطة: «رائع!» أو «ممتاز!» أو «جيد»، ورغم أن تلك العبارات قد تبدو حسنة، أثن على الموظفين لما حققوه من إنجاز، فهم قادرون على فهم التعليقات المصطنعة. امتدح وفقًا لشخصية الموظف: فكر وفقًا لاحتياجات الموظفين، فبعضهم يفضل التعبيرات اللفظية الصريحة، لذلك امتدحهم على هذا النحو، وآخرون تروقهم الأمور في ظل مزيد من الخصوصية، فامتدحهم بشكل شخصي. كن سريعًا: قدم التقدير بأسرع وقت ممكن، فلا فائدة من توجيه الشكر اليوم لشخص قام بعمل منذ ستة أسابيع مضت. امتدح على الملأ: خذ احتياجات الموظف بعين الاعتبار ثم امتدحه على الملأ، وانشر الخبر عبر النشرات والمطبوعات والوسائط الإلكترونية. وأخيرًا بيِّن للموظف أن وجوده يشكل فارقًا، إن إحساس الموظف بأنه فعَّال، وأنه يشكل فرقًا بالعمل الذي يقوم به مع فريقه لإعطاء المزيد من الوقت والاهتمام والإبداع لأنه يحسُّ بأن دوره له أهمية.