في ظل أكبر أزمة سياسية تعيشها أإسبانيا منذ ثلاثة عقود على الأقل، والمتمثلة في صراع إقليم كتالونيا من أجل الانفصال ومواجهته بإجراءات استثنائية صارمة من جانب الحكومة الإسبانية للسيطرة على مؤسسات الإقليم، سادت حالة من الضبابية حول المستقبل وطرحت العديد من التساؤلات، لم تكن الجوانب الرياضية مستثناة منها. فقد انفتح باب التكهنات والتساؤلات على مصراعيه أمام العديد من الأمور، من وضع الدوري وأقوى مواجهاته المتمثلة في مباراة الكلاسيكو بين الغريمين ريال مدريدوبرشلونة، إلى المنتخب الإسباني، وحتى موقف اللجنة الأولمبية الدولية وإمكانية الاعتراف باتحادات رياضية كتالونية على الساحتين الأوروبية والعالمية.. لكن التساؤلات عديدة والإجابات قليلة ويصعب على الكثيرين مجرد تصورها!. وفيما يلي استعراض لأبرز التساؤلات التي أثارتها، بقوة، الأحداث الأخيرة، المتمثلة في تصويت البرلمان الكتالوني الجمعة لصالح انفصال الإقليم، وتنفيذ قرارات صارمة من الحكومة الأسبانية اليوم السبت بتولي رئيس الوزراء الأسباني ماريانو راخوي رئاسة الإقليم وإقالة رئيس الشرطة الوطنية من منصبه: - ماذا يمكن أن يحدث بالدوري الإسباني؟ هل يمكن أن يقام بدون فريق برشلونة؟ طبقا للقوانين الإسبانية والتي أكد عليها خافيير تيباس رئيس رابطة الدوري الإسباني، لا يحق لبرشلونة المشاركة في الدوري في حالة انفصال إقليم كتالونيا، ولكن الأمر ربما لا يتخيله الكثيرون نظرا للمكانة الاقتصادية والرياضية الهائلة التي يحتلها برشلونة. وصرح تيباس قبل أسابيع قليلة قائلا «لو انفصل إقليم كتالونيا، فالقوانين الرياضية واضحة للغاية، وتقضي بالسماح فقط للفرق الإسبانية بالمشاركة في الدوري الإسباني.. وينص قانون الرياضة على أن الدولة الوحيدة المسموح لفرق منها باللعب في المسابقات التي ينظمها الاتحاد الإسباني هي أندورا». وأضاف «إذا حدث ذلك (الانفصال)، لن يتمكن برشلونة وباقي فرق كتالونيا من المشاركة في الدوري الإسباني.» ولا يسمح القانون الإسباني بمثل ما يشهده الدوري الفرنسي، الذي يشارك فيه موناكو على سبيل المثال. ولكن احتمال خروج برشلونة من قائمة فرق الدوري، وبالتالي غياب مواجهة الكلاسيكو بين الريال وبرشلونة، سيكون له تأثيرات سلبية هائلة على الدوري الأسباني وعائدات البث التليفزيوني لمبارياته. فقد بلغ عدد المتابعين للكلاسيكو الذي أقيم الموسم الماضي على ملعب «كامب نو»، 650 مليون متفرج من 185 دولة حول العالم. ما هو موقف برشلونة؟ نادي برشلونة أكد أنه يساند «حرية اتخاذ القرار» رغم أنه لم يتخذ موقفا واضحا من الاستقلال نفسه، برشلونة سيواصل مساندة رغبة أغلبية الشعب الكتالوني، هذا ما أكده النادي قبل أيام من الاستفتاء حول الاستقلال الذي جرى في أول اكتوبر الجاري. أساطير النادي من الماضي والحاضر مثل المدافع جيرارد بيكيه والمدرب السابق بيب جوارديولا أصدروا بيانات مشابهة وأدانوا عنف رجال الشرطة ضد المواطنين في يوم الاستفتاء. وفي حال استمر النادي في اللعب في الدوري الإسباني فإن وضعه سيكون أكثر التباسا «أين سيلعب برشلونة هو سؤال وأين يرغب برشلونة في اللعب هو سؤال آخر» هذا ما قاله رئيس النادي جوسيب ماريا بارتوميو الذى يضيف أن «برشلونة يود الاستمرار في اللعب بالدوري الإسباني، من الصعب التفكير في الليجا بدون برشلونةومدريد». ما هي وجهة نظر الأندية الكتالونية الأخرى ؟ بجانب برشلونة فإن كتالونيا موطن لاسبانيول وجيرونا الصاعد حديثا لدوري الدرجة الأولى، لكن لم يعقب أي منهما على مستقبله في المسابقة، ولكن جيرونا يساند الاستفتاء بشكل صريح. هل من الممكن أن يتم حظر مشاركة لاعبي كتالونيا في المنتخب الإسباني؟ القانون الإقليمي الذي صب نحو الاستفتاء، والذي تم اعتباره غير قانوني من قبل الحكومة المركزية الإسبانية والسلطة القضائية، يشدد على أن المواطنين في جمهورية كتالونية المحتملة سيحتفظون بالجنسية الإسبانية، وسيكون لكل لاعب في كتالونيا حرية الاختيار باللعب للمنتخب الإسباني من عدمه. وعلى المدى القصير فمن الصعب أن يخسر المنتخب الإسباني تحت قيادة المدرب جولين لوبتيجي جهود اللاعبين أمثال جيرارد بيكيه وسيسك فابريجاس وسيرخيو بوسكيتس وخوردي البا في مونديال روسيا 2018، فحتى الآن لم ينل منتخب كتالونيا الاعتراف الدولي ويقتصر دوره على خوض مباريات استعراضية فقط. كيف يمكن أن تنال برشلونة الاعتراف الدولي على مستوى عالم الرياضة ؟ الطريق سيكون طويلا وشائكا وسيعتمد بشكل كبير على الاعتراف السياسي بكتالونيا، وفي الوقت الذي تعارض فيه الحكومة الإسبانية أي مقترحات متداولة، فإن -هناك دولا مثل كوسوفو التي نالت مؤخرا اعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) واتحاد الكرة الأوروبي (يويفا) واللجنة الأولمبية الدولية رغم معارضة صربيا.