تبوأت يا معالي المحافظ سُدَّة المسؤولية في محافظة ديناميكية الحركة استناداً لموقعها الجغرافي المميز وإرثها التأريخي التليد الذي يؤكد على أنها حاضرة للثقافة منذ العصر الجاهلي وما سوق عكاظ سوى شاهد إثبات على هذه المكانة التي جعل صيتها يُذاع ويشتهر رموزها في الآفاق وأجزم أن ورودها في النص القرآني الكريم – ضمنياً – يدعم ذلك ويجعلها في مُقدمة المدن التي كانت العاصمة السياسية في فصل الصيف لملوك الدولة السعودية الثالثة بدءاً من المؤسس حتى رحيل الملك الصالح خالد بن عبد العزيز في عام1402ه -رحمهم الله جميعاً-. ومع ما صاحب ذلك من تطوِّر في الكثير من مرافقها على اعتبار أنها وجهة سياحية مُعتبرة - مناخاً وتأريخاً - إلا أنها لا زالت تحتاج الكثير والكثير من الأفكار الإبداعية البعيدة كل البعد عن الكلاسيكية التي لا تتجاوز أن تكون استنساخاً لبعض المهرجانات ذات التسويق الاستهلاكي والتعاطي الساذج الذي يُسطِّح الوعي أكثر من أن يُضيف إلى تراكمية المعرفة كوميديا هادفة ويُشكِّل من خلالها اتجاهات إيجابية لدى المتفاعلين معها ، ولن يتأتى ذلك دون توافر رؤية تشترك في صياغتها جميع الجهات ذات العلاقة بالسياحة وتصميم إستراتيجية ممنهجة تأخذ في الاعتبار التنوع الثقافي للمحافظة لإبراز ما تكتنزه من موروث، إضافة إلى توافر المقومات الطبيعية التي تتناثر على امتداد جبال السروات باتجاه الجنوب وذلك بالتنسيق مع محافظة ميسان، ومراقبة المنتجعات السياحية التي لا هَمَّ لها سوى استنزاف مرتاديها بدءاً من تذاكر الدخول الممنوع أخذها من الجهات الرسمية إلا أن عدم المتابعة جعلها جزءاً من جبايتها وانتهاءً بالخدمات التي تُقدمها وتحتاج إلى إعادة جودة تتواءم مع ما يدفعه السائح. وتبقى المُعضلة الكبرى يا معالي المحافظ في التسويق الإعلامي السلبي لمدينة الورد الذي تحولت معه بفعل التعاطي غير الموضوعي إلى تشبيهها من البعض بشيكاغو السعودية في الوقت الذي أثبتت الإحصاءات الرسمية الصادرة من وزارة الداخلية أنها في مراكز متأخرة عن مُدن لم نقرأ في الإعلام أن مستوى الجريمة فيها مرتفع. فهل نرى إسكاتاً لتلك الألسنة الحادة التي غرضها التشهير فقط دون تحجيم الصوت الإعلامي الهادف، أم سيتواصل تقويض الجهود بفعل أدعياء الإعلام؟!