نجحت الجهود السعودية في إقناع الإدارة الأمريكية برفع العقوبات الاقتصادية عن السودان، حيث أعلن مسؤول أمريكي أمس، إن الولاياتالمتحدة رفعت عقوبات اقتصادية عمرها 20 عامًا على السودان. وقالت السلطات الأمريكية إن حكومة الخرطوم أحرزت تقدمًا في محاربة الإرهاب وتخفيف المعاناة الإنسانية كما حصلت على تعهد من الحكومة السودانية بعدم السعي لإبرام صفقات أسلحة مع كوريا الشمالية. وفي استكمال لعملية بدأها الرئيس السابق باراك أوباما في نهاية ولايته وعارضتها جماعات حقوقية رفع الرئيس دونالد ترامب حظرًا تجاريًا أمريكيًا وإجراءات عقابية أخرى كانت سببًا في فصل السودان فعليًا عن معظم النظام المالي العالمي. ثمار الجهود السعودية وكان وزير الخارجية السوداني السابق مندوب السودان الدائم لدى الأممالمتحدة بجنيف وسفير السودان لدى سويسرا الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل قد كشف في وقت سابق عن الدور السعودي البارز في رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان، لافتًا إلى أن هذه الخطوة أحدثت فرحة كبيرة لدى أوساط الشعب السوداني، والجميع يعبِّرون عن شكرهم وتقديرهم لقيادة المملكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وأوضح إسماعيل أن الرئيس البشير تحدث لأخيه الملك سلمان عن الصعوبات التي يواجهها السودان نتيجة العقوبات الأمريكية، وطلب منه أن تتدخل المملكة لرفع هذه العقوبات واستجاب الملك سلمان على الفور وكلف ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية عادل الجبير بالتواصل مع الإدارة الأمريكية والتنسيق مع رصفائهم في السودان، وانتهى هذا التنسيق إلى خريطة تحدد ما الذي يجب أن يفعله كل من السودان والإدارة الأمريكية. وتكللت تلك المساعي الدؤوبة حتى صدر قرار الإدارة الأمريكية أمس برفع العقوبات. تعاون في مكافحة الإرهاب لكن مسؤولين أمريكيين كبارًا قالوا إن السودان سيظل مدرجًا على القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب وهو وضع يفرض حظرًا على مبيعات الأسلحة وقيودًا على المساعدات الأمريكية إليه. وذكر المسؤولون لصحفيين إن مسؤولين سودانيين سيظلون عرضة لعقوبات منفصلة مرتبطة بانتهاكات حقوقية خلال أزمة دارفور. وأوضحوا إن رفع العقوبات يعكس تقييمًا أمريكيًا بأن السودان أحرز تقدمًا في الوفاء بمطالب واشنطن ومنها التعاون في مكافحة الإرهاب والعمل لحل صراعات داخلية والسماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى دارفور وغيرها من المناطق الحدودية التي ينشط بها متمردون. تصرفات السودان إيجابية وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر ناورت إن تخفيف العقوبات إقرار «بتصرفات السودان الإيجابية المتواصلة» لكنها قالت إنه ينبغي تحقيق المزيد من التحسين. وأفاد أحد المسؤولين إن إدارة ترامب حصلت على تعهد من السودان بأنه «لن يسعى إلى إبرام صفقات أسلحة» مع كوريا الشمالية وإن واشنطن لن تتهاون في ضمان التزام الخرطوم. لكن المسؤولين قالوا إن تطمينات الخرطوم بشأن كوريا الشمالية لم تكن شرطًا لرفع العقوبات التي يرجع بعضها إلى نحو 20 عامًا وتسببت في إعاقة الاقتصاد السوداني. وهناك شكوك منذ فترة طويلة بشأن وجود علاقات عسكرية للسودان مع كوريا الشمالية التي تخوض مواجهة مع واشنطن بشأن برامجها النووية والصاروخية. وقال المسؤولون إن تخفيف العقوبات الذي يقضي بفك التجميد عن أصول حكومية سودانية قد يفيد مجموعة من الأعمال في السودان ومنها قطاع الطاقة الحيوي.