قال الدكتور زهير الحارثي رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى أن المراقبين كانوا ينتظرون زيارة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز لروسيا، لمعرفة ما سينتج عنها من تداعيات إيجابية تصب في مصلحة الطرفين، وبما يخدم استقرار المنطقة، وأضاف الحارثي: إن الزيارة ستدشن مرحلة متقدمة من التقارب السعودي الروسي، فما يجمع الرياضوموسكو هو أكثر بكثير من نقاط الاختلاف. وأكد الحارثي على أهمية الزيارة، وقال: إن الروس حريصون على تطوير العلاقة مع الرياض، مضيفًا: إن هذه الزيارة جاءت تتويجًا للزيارات السابقة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان بهدف دفع العلاقات المشتركة إلى الأفضل، وقد استطاع سموه إعادة الحيوية للعلاقة آنذاك بعد فترة عصيبة مرت على البلدين. وأوضح الحارثي بأن السياسة السعودية الجديدة ترى أن اختلاف وجهات النظر إزاء قضية معينة مع أي دولة لا يعني القطيعة معها، فما بالك بروسيا التي تلعب أدوارًا مؤثّرة في العديد من الملفات الملتهبة، مضيفًا: إن الزيارة ستدفع البلدين إلى تنمية علاقاتهما في مجالات متعددة والمضي في مسار العلاقة بتعزيزها إستراتيجيًا رغم التباين في مقاربة بعض القضايا الملتهبة. ووصف الحارثي زيارة خادم الحرمين لروسيا بالتاريخية، كونها أول زيارة لملك سعودي، يشهد على ذلك ضخامة التحضيرات التي سبقت وصول الملك سلمان إلى موسكو، فضلاً عن تأسيسها لعلاقات إستراتيجية ستقود لتفاهمات صريحة وشفافة في ملفات المنطقة وقد تدفع إلى تقارب في الرؤى بدءًا من الملف السوري ومرورًا بمحاربة الإرهاب إلى التدخلات الإيرانية السافرة، وأضاف: إن مذكرات تفاهم في مجالات متعددة سيتم توقيعها ومشروعات في قطاع التكرير والبتروكيماويات وقطاع الطاقة المتجددة فضلاً عن التنسيق في المجال النفطي وهما أكبر منتجين للنفط في العالم وكان اتفاقهما لخفض الانتاج والتنسيق مع أوبك والأعصاء خارج أوبك العام الماضي قد ساهم في دعم الأسعار. وقال دكتور الحارثي: إن المسلمين الروس يرتبطون روحانيًا بالسعودية ويرحبون بالتقارب معها، فهناك 23 مليون روسي مسلم وهذا الملف مفصلي في الدفع باتجاه توطيد العلاقات ما بين البلدين، الروس يسعون لتعزيز العلاقة مع السعودية ويرون أن هذه العلاقة يجب أن تصل إلى مستوى الشراكة وليست فقط علاقة تبادلية، خصوصًا أن كلا البلدين لديها من الإمكانيات ما يسمح لها بالنمو والتطور، ويعتقدون أن تلك الإمكانات لم توظف كما يجب حتى الآن، مشددًا على أن الشراكة مع الروس ضرورة، وتعزيز العلاقات مطلب وعودتهم للساحة كسر للاحتكارية القطبية، وتغيير مواقفهم السياسية يسير المنال إذا ما عُزز الحوار واللقاءات المباشرة، والزيارة الملكية تندرج في هذا السياق.