كشفت دراسة أعدها مركز «المزماة للدراسات والبحوث»، أن المواقف الإيرانية تجاه الأزمة القطرية الراهنة فضحت عدة حقائق لا تستطيع طهران إنكارها أو تغطيتها بدبلوماسية، مؤكدة أن هذه المواقف تعتمد على المراوغة والازدواجية في سياستها الخارجية والداخلية. وأوضحت الدراسة أن هذه الازدواجية تجاه دول الجوار نتج عنها تناقض صريح في السياسة الإيرانية في المنطقة، موضحة أن السلوك الإيراني التخريبي في المنطقة خارج عن دبلوماسية وصلاحيات الرئيس الإيراني حسن روحاني وحكومته، التي طالما ادعت أنها تسعى إلى تحسين العلاقات مع دول الجوار. تناقض فج لفتت إلى ان التناقض الآخر بات جليًا في المواقف الإيرانية تجاه الأزمة القطرية بشكل عام، إذ حاول الإعلام الإيراني وحكومة روحاني خاصة بداية الأزمة أن يصور الدولة على أنها تتبع سياسة الحياد تجاه هذه الأزمة وأعلنت عن استعدادها للوساطة ودعم الحوار لإيجاد حل لها، في حين أعلنت جهات إيرانية نافذة دعمها للدوحة ومدها بكل ما تحتاجه للثبات على مواقفها ضد الدول العربية المقاطعة. سياسة سلبية قالت إن النظام الإيراني تبنى سياسة سلبية للغاية في تعامله مع الأزمة الراهنة من خلال استغلالها من الناحية الاقتصادية والسياسية وأيضًا العسكرية، وسارعت طهران إلى فتح قنوات محادثات مكثفة مع الدوحة لمدها بالمحاصيل وتأمينها بما تحتاجه من مواد وسلع، وأرادت من ذلك دعم المواقف القطرية الراعية للإرهاب وإبعادها عن الدول الخليجية وتشويه صورة الدول العربية المقاطعة والإيحاء بوجود حصار تفرضه على قطر. مخطط انتزاع قطر حذرت من مخطط إيراني لانتزاع قطر عن الجسد العربي بما يصب في مصلحة إيران والإخوان، غير أن مؤشرات فشل هذا المخطط قد بدأت تظهر بشكل واضح، ولم ولن تستطع إيران أن تكون بديلًا لقطر عن الدول العربية لأسباب عديدة أهمها أن إيران تعاني من المشكلات بشكل متزايد يفقدها القدرة على معالجة مشكلات غيرها، إضافة إلى تزايد الرفض والمعارضة القطرية الداخلية والخارجية على موضوع التدخل الإيراني السلبي في الأزمة ، والأهم أن المجتمع الدولي لن يسمح لإيران بمزيد من التدخلات السلبية. التظاهر بالمساعدة أشارت إلى أن طهران استغلت منفذ تقديم المساعدات لقطر لتمرير المخططات الإيرانية العسكرية والأمنية، وتحدثت التقارير عن وجود عناصر من الحرس الثوري في قطر لغايتين: الأولى حماية النظام القطري من أي ثورة داخلية، والثانية بهدف تدريب القوات القطرية العسكرية والأمنية ومساعدة النظام القطري استخباراتيًا وإعلاميًا في تعامله مع الأزمة من خلال وضع الخطط ورسم سياسات الدوحة تجاه هذه الأزمة.