تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي في المدينةالمنورة، الشيخ عبدالله البعيجان عن استغلال العمر في طاعة الله عزوجل. وقال الدنيا دار بلاء وفناء، والأخرة دار جزاء وبقاء، الدنيا متاع الغرور، إنما هي ساعات وأيام وشهور وسنون ودهور تفنى الأعوام، وتتلاحق الدهور، وتمضي الايام، وتمر الشهور , يقلب الله اليل والنهار (ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ)، تفنى الاجيال وتنتهى الآمال وتنقضي الآجال (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ )، عام انقضى ,نقص من عمر الدينا، وقرب الآجال ومضى، ختمت اعماله وطويت صحائفه، فهنيئا لمن اغتنم فرصته وربح وقته واصلح عمله . وحث فضيلته بمناسبة قدوم العام الهجري الجديدعلى اغتنام فرصة العمر قبل الندم، وقبل ان تجف المآقي ويفيض الدمع, مستشهدا بقوله تعالى( ان تقول نفس ياحسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين، أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين، ( ومبينا ان الزمن يمضي والعمر يسير ولحظات الحياة محصورة في مدى قصير والواجبات متراكبة ,والحقوق مزدحمة .والانسان مسؤول عن عمره فيما افناه, وشبابه فيما ابلاه، وان الانسان محاسب على العمر الضائع والزمن المهدور، ومهما طال العمر فانه مدى قصير لقوله تعالى (قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِين, قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ، قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا ? لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ). وفي ختام خطبته نبه إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أن أعظم المصائب وأجل الخطوب , الحسرة على ضياع الوقت وفوات الأجل ,ومضي ساعات الزمان من غير عمل تبدا حسرتها وندامتها من ساعة الاحتضار، فلحظات العمر فرصة للعمل ونعمة تستوجب الشكر وخيركم من طال عمره وحسن عمله وشركم من طال عمره وساء عمله، مبينا ان من شكر النعم استغلال الاوقات والعمر في طاعة الله عزوجل وفق ماشرع على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم وفي المقابل ان من كفر النعم واسباب البلاء والنقم صرف نعمة الأوقات والعمر في معصية الله أو في غير ماشرع الله .