الحب للوطن لا يقتصر على المشاعر والأحاسيس، ولكن يتجلَّى في الأقوال والأفعال، وأفضل ما يمكن أن يُقدَّم في حب الوطن، الدعاء، لأنه لا يُخالطه كذب ولا مبالغة، فالوطن لا يمكن المزايدة عليه، لأنه الحضن الدافئ، وتعلُّق الإنسان بأرضه ووطنه أمرٌ فطري. ثم إن الوطن ليس من الأمور الثانوية، بل هو أهم شيء في حياتنا، ولابد أن يكون أهم وأولى من أي شيء آخر، ولا يمكن لمسلم أن يخون وطنه أو يبيعه مهما كان الثمن. يقول الدكتور زكي عثمان أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر: «إن الانتماء للوطن ليس مجرد شعارات أو كلمات تموت على الشفاه، بل هو حب وإخلاص وفداء وتضحية، فالإنسان خُلق في هذه الدنيا للإعمار وليس للإفساد، والمؤمن الصادق هو الذي يعرف قيمة وطنه، ويُعلي انتماءه فوق كل انتماء، فحُب الوطن ليس ترفًا أو رفاهية، بل هو واجب شرعي»، انتهى. والدفاع عن الوطن ضد المعتدين لا يمكن التخلف عنه.. فالولاء من أروع ما يُقدَّم للوطن.. ونحن في هذا الوطن الغالي «المملكة العربية السعودية»، موئل أفئدة المسلمين التي يتجهون إليها في اليوم والليلة خمس مرات في صلواتهم، هذا البلد الذي يستحق منا كل الحب والولاء، استجاب المولى عز وجل لدعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام، قال تعالى: (وَإذْ قَالَ إبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِر)، فأعطى الله الاستجابة، وحقق لهذا البلد الأمن والأمان. أما من يثيرون الفتن ويخونون الوطن فليس لهم معنا مكان، فهم أعداء الوطن، يتمنون الفوضى العارمة وضياع الأمن والأمان، الذي تعيشه هذه البلاد الغالية، وإحدى طرقهم التي يسلكونها هي الحملة الإعلامية ضد الوطن، ولن يفلحوا، فقد خابوا وخاب كيدهم، وشرهم مردود عليهم.. والولاء كل الولاء لهذا الوطن، والأمان هو أثمن ما يقدمه لك الوطن في زمن الفتنة. وسم على ساعدي نقش على بدني وفي الفؤاد وفي العينين يا وطني.. وهؤلاء الخونة نقول لهم: سيبقى حب الوطن في قلوبنا ما بقينا في هذه الدنيا، كلنا يداً واحدة ضد كل عابث وخائن ومُخرِّب، للمحافظة على كل شبر من أرض هذا الوطن، فهم أرادوا حراكًا ضد الوطن فتحول احتفالاً وطنيًّا.. ورسالة بأن المواطن عصي على أعدائه وأعداء وطنه. فهنا الأمن والأمان.. هنا الحزم والعزم.. هنا الوفاء والإخلاص.. هنا الثبات والقوة.. هنا المملكة العربية السعودية.. فهذا الحراك المزعوم الذي ادعى الخونة أنه من أجل عدة محاور، باء بالفشل؛ لأنها دعوات مريضة.. فانقلب السحر على الساحر، وأصبح الوسم، مظاهرة واحتفال في حب الوطن، وكانت دعوة إلى اللحمة الوطنية ونبذ الفتنة وأهلها. اللهم إنا نستودعك السعودية وأهلها.. اللهم من أراد موئل أفئدة المسلمين بسوء فأشغله في نفسه، واجعل تدبيره في تدميره.. اللهم احفظ الوطن في حفظك.