اتفق عدد من الخبراء العرب، على أن نجاح موسم الحج هذا العام؛ تقف وراءه جهود هائلة بذلتها المملكة، منذ انتهاء موسم الحج الماضي؛ للوصول إلى أعلى مستوى من التنظيم، فضلا عن دخول عدد من المشروعات الجديدة إلى حيز خدمة الحجاج، والإنفاق بسخاء كبير على كل ما من شأنه توفير المزيد من الراحة، والأمان لضيوف الرحمن. وأكد الخبراء أن حزم المملكة في مواجهة محاولات تسييس الحج، وفي الوقت ذاته مرونتها في التعامل مع الحجاج، وإنهاء إجراءاتهم بسهولة، ويسر، وعدم منع أي حاج من أداء الفريضة؛ كان له أثر بارز في حالة الرضا التي عمت جميع ضيوف الرحمن، على اختلاف جنسياتهم، رغم بلوغ الأعداد وفق الإحصاءات الرسمية نحو 2.6 مليون حاج. ونوه الخبراء بالقدرات الخاصة جدا التي تمتع بها نحو 100 ألف كادر، ما بين قوات الأمن، والقوات المساندة؛ في خدمة الحجاج، ومنع نحو 500 ألف مخالف من الدخول إلى المنطقة المركزية، بمكة المكرمة؛ الأمر الذي منح الحجاج فرصة لأداء المشاعر بسهولة ويسر كاملين. بلال: تكامل الخطط الأمنية وتوافر «القوة الناعمة» شهادة تفوق وأكد الخبير الاستراتيجي، اللواء محمد علي بلال، أن تكامل الخطط الأمنية، والتنظيمية كان له أثر بالغ في نجاح موسم الحج، وتخطي التحديات التي مرت بها المنطقة خلال الفترة الأخيرة. وأشار إلى أن تكامل الخطط الأمنية التي وضعتها المملكة لإدارة موسم الحج، بدا واضحا في قدرة رجال الأمن، الذين وصل عددهم لنحو 100 ألف كادر أمني، وقوات مساندة، على إدارة حركة الحشود باقتدار شديد في نطاق العاصمة المقدسة، والمشاعر، وفي الوقت ذاته، يقظتها التي مكنتها من منع دخول نحو 500 ألف حاج مخالف، مما مكن الحجاج من أداء الشعائر دون أزمات في الحركة. وأوضح ل»المدينة»، المملكة وفرت عددا هائلا من المتطوعين، الذي عملوا على خدمة الحجاج، وهو ما يمكن وصفه بأنه «قوة ناعمة»، ساهمت في تيسير الأمور، والوصول بها إلى بر الأمان. مرزوق: المشروعات الجديدة ومرونة الإجراءات علامة فارقة قال الدكتور مختار مرزوق، العميد السابق لكلية أصول الدين، بجامعة الأزهر، إن من أهم عوامل نجاح الحج هذا العام، هو دخول نحو 14 مشروعا جديدا إلى الخدمة، للتيسير على الحجاج، مثل: مشروع طريق منى عرفات. وأضاف ل»المدينة»: إن مرونة الإجراءات في التعامل مع ضيوف الرحمن، منذ وصولهم إلى أراضي المملكة، كان أيضا عاملا مهما في تسهيل حركة الحجاج، وانتهاء الموسم دون أزمات. ونوه «مرزوق» بسماح المملكة لجميع الحجاج أن يؤدوا المناسك، دون النظر إلى الجنسية، أو العرق، وهو ما حظي بتأييد ضيوف الرحمن، ودفعهم إلى الالتزام بالتعليمات الصادرة لهم من سلطات الحج بالمملكة، مضيفا: «شعور الحجاج بأن ما يصدر من تعليمات موجه لحمايتهم، وتسهيل الأمر عليهم، جعلهم يؤدون المناسك وفق أعلى درجات الالتزام الممكنة في ظل وجود أكثر من 2.3 مليون شخص بالصعيد الطاهر. وأشاد بالجهود الضخمة التي تبذلها المملكة، بداية من القيادة الرشيدة، وحتى أصغر العاملين على خدمة الحجاج، في منظومة متناسقة يغلفها الحب، والتفاهم، والرغبة الأكيدة في خدمة ضيوف الرحمن، والفوز بثواب رعايتهم. العرابي: الحزم في مواجهة التسييس أنقذ الموسم من الفتن وألقى السفير محمد العرابي، وزير الخارجية المصري السابق، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب حاليا، الضوء على حزم المملكة في مواجهة المحاولات البائسة لتسييس الحج، وهو ما كان سببا مباشرا في حالة الهدوء التي مرت بها شعائر الحج. وأوضح ل»المدينة»، أن المملكة كانت واضحة منذ البداية، في أنها لن تسمح بتسييس الحج، وهو ما كان ظاهرا في رسائل مسؤوليها إلى العالم، عبر التصريحات التي خرجت من القيادة السعودية وكانت بمثابة دستور عمل لحماية موسم الحج من الفتن، ووضعت العالم أمام الحقيقة، وأكدت عزم المملكة الأكيد على رفضها القاطع، ومواجهتها الحازمة، والحاسمة لأي محاولة للتسييس، أو الخروج بالمشاعر عن حقيقتها الإيمانية، والروحية.