ما تزال قطر تتخبط في سياساتها الخارجية وقراراتها العشوائية، والتي كان آخرها إعادة علاقاتها الدبلوماسية الكاملة مع إيران، في الوقت الذي تزداد فيه حدة التوتر بين شقيقاتها الخليجيات وواشنطن من جهة، وطهران من الجهة الأخرى، وهو ما عبرت عنه صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أمس الخميس من خلال إبداء استغرابها للسلوك القطري، مبدية دهشتها من القرار القطري الجديد، لجهة تجاهل الدوحة لمطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب لقطر بالتقليل من مستوى علاقاتها بإيران، التي تعتبر تلك الدول في حالة نزاع إقليمي معها، فإذا بها ترفع تلك العلاقات إلى أعلى المستويات. دعم العلاقات وقد سبق عودة العلاقات صباح أمس الخميس مكالمة هاتفية بين وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف، ناقشا خلالها وسائل دعم العلاقات بين البلدين، إلى جانب العديد من القضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك وفق ما ذكرته صحيفة «ذا ميل» البريطانية الخميس، وهو ما يؤكد صحة ما سبق وأن نفته قطر في السابق حول تصريحات أميرها حيال إيران وامتداح دورها في المنطقة بقوله «لا يمكن تجاهل إيران، نظرًا لما تمثله من ثقل إقليمي وإسلامي، لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها، خاصة أنها قوة كبرى، تضمن الاستقرار في المنطقة». حالة يأس ويرى المحللون أن السلوك القطري المستهجن جاء محصلة حالة يأس من جراء إدراك نظام الحمدين بأنه لم يعد بإمكان قطر التعويل على أي ضغوط تمارسها الولاياتالمتحدةوالعواصم الغربية لإخراج الدوحة من مأزقها الحالي، وهو ما اتضح مؤخرًا بشكل خاص بتجاهل الوفد الأمريكي الذي يقوم بزيارة المنطقة للأزمة القطرية، وعدم التطرق إليها في مباحثاته مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمس الأول الأربعاء، وأيضًا في ظل تخلي العواصم الغربية عن وساطاتها لحل الأزمة، تاركة الأمر كله للوساطة الكويتية التي تعمل قطر على إفشالها منذ البداية، إضافة إلى إدراك هذا النظام المتداعي إلى أن قطر تنحدر بشكل متسارع نحو حافة الإفلاس السياسي والاقتصادي، وأن أقنعتها بدأت تتساقط تباعًا لتظهر على حقيقتها أمام العالم كله كممول أول للإرهاب على مستوى العالم، وكحاضنة للعديد من تنظيماته وجماعاته المتطرفة. «تبدي قطر، ارتياحًا ملحوظًا في علاقاتها مع طهران، في الوقت الذي ترى فيه جاتراتها أن برامج إيران النووية والصاروخية تشكل تهديدًا خطيرًا عليها. وقد حولت الدوحة قناة الجزيرة إلى قناة جهادية للإسلاميين المتطرفين، وبوق لهم، ولم تكتف بذلك، بل دعمت تنظيم أنصار الشريعة في ليبيا التي قتلت السفير الأمريكي هناك» الواشنطن تايمز «قائمة دول المقاطعة إلى ازدياد، فإرهاب قطر وصل إلى كل مكان، ومكائدها ما زالت تحاك وتتحقق على الأرض حتى اليوم، وحتى صباح الغد، وغدا، وبعد غد، تتكشف فضائح قطر أكثر، وتزداد عزلتها كلما تكشفت أسرارها، وكلما تأكد العالم من خطر وأثر دولة تدعي الحرية والتقدم والحضارة، فيما تعمل، في السر والعلن، ضد الحرية والتقدم والحضارة، وضد المبادئ والقيم، وضد التعايش والسلام والفرح». افتتاحية الخليج أمس «تظهر قطر باستمرار بأنها تتخذ الاتجاه المعاكس لجاراتها الخليجيات». كريستيان كوتيس ألريشن الباحث في معهد جيمس بيكر الثالث «تواجه العديد من البنوك القطرية، إلحاحًا متزايدًا لتأمين التمويل، منذ يونيو الماضي عندما فرضت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب مقاطعة دبلوماسية وتجارية على قطر بسبب تمويلها للإرهاب، وذلك عبر البحث عن تمويل آسيوي وأوروبي».