أخبرني صديق أن قريبه، كان على وشك الزواج، وكان مقبلا على الحياة بكل تفاؤل وأمل، إلَا أنه تراجع في اللحظات الأخيرة عن الدخول للقفص الذهبي، بسبب سلسلة إشاعات اطلع عليها في «توتير» مفادها أنه سيكون هناك تسريح للآلاف من وظائفهم، وهو ما تسبب في عدوله عن الزواج، بعد أن كان قد أكمل نصف المشوار. هذا نموذج عملي، للأثر النفسي الذي تسببه الشائعات التي يروجها «منجمو توتير» والذين يبثون سمومهم في المجتمع عبر الترويج لأخبار مختلقة، أو تقديم تفسيرات سلبية للأخبار، بهدف القضاء على الروح المعنوية للمواطنين والتي هي أساس كل نجاح. تعزيز حالة اليأس والإحباط وفقدان الأمل في الحياة، هي أهداف يسعى المغرضون على شبكات التواصل الاجتماعي، لغرسها بين المواطنين بغرض تحقيق الهزيمة النفسية، وتحويل إصرارهم على الحياة والتقدم، إلى يأس وتسليم بالهزيمة، لأن من مهام الشائعات تهيئة الخصم للقبول بالهزيمة من خلال الإشاعات التي تقضي على روحه المعنوية. من المشاريع الحكومية التي نالت قسطًا كبيرًا من الشائعات والتشويه، برنامج التمويل السكني المدعوم، التابع لصندوق التنمية العقاري، ورغم أن المشروع جاء بهدف التقليل من قوائم الانتظار حيث يستوعب شهريا 7700 مستفيد، يقوم بدعمهم بسداد تكاليف التمويل عنهم بشكل كلي أو جزئي، بناء على عدد أفراد الأسرة ومستوى الدخل، إلا أن هذا المشروع تم شيطنته من قبل المغرضين في توتير، لا لشيء سوى لزرع الإحباط واليأس حول أي مشروع وطني، ولوأد أي محاولة لتقديم الحلول. مثل هذه الشائعات وغيرها لا تبني بيتًا ولا تدفع ايجارًا، فضلا على أنها تجعل المواطن في دوامة من القلق وتؤثر على مجرى حياته، سيما انها تتعلق بأمور مصيرية، لذلك فالإشاعة ليست أمراً عبثياً ارتجالياً، بل هي أمر مدروس، ووراءه مدبرون، يهدفون الى خلط الأوراق، واختلاق الأكاذيب، وبث المفتريات. صحيح أن الجهات الرسمية لها دور في مكافحة الشائعات، عبر إصدار البيانات الإيضاحية، لكن الدور الأكبر، يقع على عاتق المواطن عبر وقف نشر الشائعات، ووقف استقاء الأخبار من المصادر المشبوهة، والتركيز في أن تكون مصادر معلوماتنا من مصادر رسمية موثوقة، حيث إن البعض يساهم في نشر تلك الشائعات وانتشارها بين أفراد المجتمع، وذلك عبر إرسال كل ما يصله من أخبار أو معلومات إلى غيره من دون أن يتحقق من مصدره.