خيبة مبكرة لجماهير الاتحاد والأهلي، فالأول تلقى خسارة في عقر داره ووسط جماهيره التي خرجت تضرب يدًا بيد على حال فريقها المحزن، والثاني تلقى خسارة مستحقة من فارس الدهناء. الغالبية حينما يتحدثون عن الاتحاد يبدأون بضعف خط الدفاع، والمستويات المتراجعة للاعبين خاصة المحترفين، والدور السلبي لحراسة المرمى، «فكرة الهدف هدف» ويتطرقون لتفكك وتباعد الخطوط، والحقيقة أن كل ذلك محصلة طبيعية للضعف اللياقي، فالواضح أن معسكر لندن لم يجنِ ثماره، وأن بداية الإعداد المتأخرة لا تزال تطارد الفريق، فالمعدل اللياقي هو أهم شيء، وفي الاتحاد لياقة اللاعبين صفر، وبالتالي يظهر تفكك الخطوط والغياب التام للتحرك دون كرة، فيصعب خلخلة الفريق المقابل، ويكون دفاعه مرتاحًا ومرتداته خطرة، خاصة أن القتالية تغيب في حالة انعدام اللياقة البدنية، ولا زلت أتذكر مقولة ميشيل بلاتيني حينما كان نجمًا لا يشق له غبار بأن 75% من مميزات اللاعب هي لياقة بدنية، وال25 لما تبقى. حقيقة لا أعرف ماذا كان يفعل سييرا ومساعدوه في معسكر لندن ولا حتى خلال دورة تبوك، ولا في الأسبوع الأخير قبل مباراة الباطن، وطالما الإعداد سيئ واللياقة صفر، واختيارات المدرب غير موفقة.. يبحث عن الضباط مثل الأنصاري وباجندوح، ويتجاهل الجنود الذين يحرثون الملعب عرضًا وطولًا من عينة خالد السميري، فضلًا عن لخبطة فنية صنعها سييرا بتغيير مراكز اللاعبين، فلاعب الطرف في العمق، ولاعب العمق في الطرف، وبعثرة أوراق. عمومًا الأمل في إعداد جيد خلال فترة التوقف بعد الجولة الثانية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهو يعتبر فرصة ثمينة على الإدارة الاتحادية أن تستغلها قبل الجهاز الفني في تصحيح كثير من الأمور لتوازي عملها الجيد في الإنفاق المالي. أما الأهلي فتزامن المباراتين لم يسعفني لمتابعة اللقاء، وأخذت من ألسنة لاعبي الأهلي عبارة أن الخسارة مستحقة، وفي يقيني إن كان للاتحاد بعض الأعذار كالإصابات والمنع من التعاقدات والبقاء على 4 محترفين والبقية 6، والعقوبة تشمل عدم إمكانية استقطاب لاعبين حتى محللين، إلا أن كل ذلك مختلف تمامًا في الأهلي.. إدارة تعمل ودعم على أعلى درجة والتعاقدات متواصلة، ولكن ليالي العيد تبان من عصاريها. كثير من الأهلاويين أكدوا قبل انطلاقة الموسم أن الفريق غير مقنع، والخسارة من القادسية بالثلاثة في جدة لم تكن صدفة، وما سبقها من خسائر في المعسكر ليست إعدادًا قويًا كما كنا نرى.. مع ذلك لا نريد أن نحكم مبكرًا، ومشكلة لاعبي الأهلي أنهم يلعبون بلا روح ولا حماس ولا يتفاعلون مع ما يقدم لهم من إمكانات تفوق كل الأندية الأخرى.