يعد التعرض للغرق من أكثر الحوادث صعوبة، يمكن أن تواجه أي شخص، وعلى الرغم أن 75% من الغرقى يتم إنعاشهم وبقاؤهم على قيد الحياة، إلا أن عدد الوفيات الناتجة عن الغرق تقدر ب500 ألف وفاة سنويا حول العالم، ويبقى حوالى 6% ممن تم إنقاذهم يحملون أنواعا مختلفة من الإعاقة. وتوضح الإحصائيات أن 90% من حوادث الغرق تحدث في المياه العذبة (أحواض السباحة، السيول والاودية)، وبقية الحالات وتمثل 10٪ تحدث بسبب الغرق في مياه البحر، وأن نحو 15% من حالات الغرق يلفظ الغريق أنفاسه حتى قبل أن تغمره المياه، وهو ما يسمى ب»الغرق الجاف»، وأن الدقائق الأولى قد تحسم مصير الغريق. وحول حالات الغرق وآليته في الجسم يوضح الدكتور خالد بن عبدالله المنيع استشاري طب الأطفال بوزارة الصحة أنه في حالة السقوط في الماء فإن غمر الوجه في مياه باردة يعمل على ظهور ردة فعل او منعكس عصبي وردة الفعل هذه تحمي الجسم بتوفير الطاقة لتحقيق أقصى قدر من الوقت يمكن للغريق ان يبقى تحت الماء، فاذا كان المؤثر شديدا، أي طالت مدة بقاء الشخص تحت الماء او زادت برودة المياه فإن مجموعة من التفاعلات والتأثيرات تبدأ تظهر على الجسم البشري ومن ذلك تباطؤ ضربات القلب، وضيق الأوعية المحيطية، ونقص تدفق الدم الى الأطراف لزيادة إمدادات الدم والأوكسجين إلى الأعضاء الحيوية، وخاصة الدماغ. وقال د.المنيع أن الغريق إذا بقي واعيا ولكنه لم يستطع كتم أنفاسه بعد ازدياد الانعكاس التنفسي فإن الماء سيتدفق الى الشعب الهوائية وفي حالة الغريق الواعي فإن لسان المزمار يقفل مدخل الهواء وهي القصبة الهوائية مما يسمح للماء ان يسلك المريء متجها الى المعدة وفي حوالي 10 -15% من الغرق لا يتم تسرب كميات كبيرة الى الرئتين بسبب تقلص لسان المزمار كصمام للقصبة الهوائية ولكن قد يحدث توقف القلب قبل وصول الماء الى الرئتين وهو ما يسمى ب»الغرق الجاف»، وقد يعجز الصمام عن المقاومة خاصة عندما يكون الغريق قد فقد الوعي فيفتح الصمام ويتدفق الماء الى الرئتين وهو ما يسمى بالغرق الرطب، هذا يفيد في تحديد الوفاة للغريق اذ ان وجود الماء في الرئتين يدل على الوفاة بعد الغمر في المياه وعدم وجودها قد يعني الغرق الجاف أو ان الغريق توفي قبل الغمر بالماء، وإذا تمت مباشرة الغريق وانقاذه خلال تقلص الحنجرة وعدم دخول الماء للرئتين فانه بإذن الله يملك فرصة للافاقة الكاملة بشكل كبير. وأوضح د.المنيع أن هناك بعض العوامل التي قد تقلل من فرصة نجاة الغريق ومنها بقاء الغريق أكثر من 10 دقائق مغمورا بالماء، في درجة برودة أكثر من 10 درجات مئوية وعمر الغريق إذا كان أقل من 3 سنوات. وعن الوقاية قال د.خالد أنه ينبغي الابتعاد عن مواقع السيول والأودية والتقيد بالتعليمات الصادرة من الجهات المختصة، عدم الغفلة عن الاطفال في المتنزهات والاستراحات، معرفة المبادئ الاساسية للانعاش القلبي الرئوي، وضع السياج الواقي حول المسابح في المنازل وتوخي أسباب السلامة عند السباحة.