أكد عدد من ذوي المستفيدين من خدمات مركز التأهيل الشامل بمنطقة مكةالمكرمة، أن الإعانات المالية التي يتقاضونها لم تعد تسد حاجاتهم ومتطلباتهم اليومية، مطالبين وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بسرعة دراسة الوضع الحالي للمسجلين لدى المركز وما عليهم من مصروفات ورفع الدعم المادي بما يتناسب مع أوضاعهم لكي يتمكنوا من مواجهة أزمتهم الخاصة جراء مرض وإعاقة أبنائهم، كما طالبوا بتوفير رعاية مماثلة لمراكز أطفال التوحد وإتاحة فرص التعلم الذاتي لهم لمساعدتهم على التغلب على الصعوبات الحياتية وتحقيق أحلامهم بالزواج والاستقلالية بمساكن خاصة بهم. زيادة الإعانات والتعليم طلال الحكمي ولي أمر أحد المعاقين، شدّد على أهمية مراعاة أوضاع أبنائهم المعاقين وظروفهم النفسية كونهم معاقين حركيا وعقليا، وذلك بتوفير الفرص الكاملة لتعليمهم، ورفع الدعم المادي لهم، حيث قال: سبق وأن طالبت بكرسي متحرك لابني المعاق والذي يعاني من شلل وإقعاد تام، ويبلغ عمره 28 عاما ورفض مركز التأهيل الشامل ذلك الطلب بحجة أن ابني صرفت له سيارة خاصة ولكني أوقفتها أمام باب المنزل لعدم استطاعتي سياقتها فأنا رجل طاعن في السن. التأهيل الوظيفي وأبدى سعود العتيبي أمله أن تقوم التنمية الاجتماعية على زيادة الإعانات المالية التي تصرف للمحتاجين بمركز التأهيل الشامل لمواكبة الظروف الصعبة، التي تواجههم في توفير متطلبات الحياة، سواء مع أسرهم، أو لاحتياجاتهم الشخصية في توفير الوسائل، التي من خلالها يستطيعون التغلب على إعاقاتهم أو أمراضهم، وتحقيق بعض أمانيهم كالزواج والعمل والاستقلالية وغيرها، معربا عن استيائه من عدم حصول بعض المسجلين بالمركز على الحماية والمساعدة اللازمة، وإغفال المسؤولين المختصين لدورهم وعدم تلبية احتياجاتهم مستدلًا على ذلك بعدم زيادة الإعانات، التي تقدم لهم وعدم تأهيلهم وظيفيًا. بطء الإجراءات ويشير عبدالمجيد العامري، إلى أن بعض الإجراءات في مركز التأهيل الشامل تأخذ وقتا ليس بالقصير بل إنه طويل جدا أكثر من المعتاد، لافتًا إلى أن التعاملات الإلكترونية أصبحت من أرقى الخدمات وأسهلها، فلو طبقت في مراكز التأهيل كإجراء تجديد بطاقات الصرف وغيرها من الواجبات المطلوبة فإنها بالتأكيد ستحلّ الكثير من المشكلات، ويأمل من وزير العمل والتنمية الاجتماعية تحديث هذه المراكز لتقديم خدمات نوعية للمستفيدين. معاناة مزدوجة أما أحمد الفضلي، فيطالب بالإسراع في زيادة الدعم المادي مضيفًا: يعاني ابني أشد المعاناة مع مرض الصرع وهو طالب بالمرحلة الجامعية ومع ظروف دراسته وضعف الإعانة من التأهيل فإنه يواجه مشكلات حياتية تؤكد بأنه بحاجة ماسة إلى زيادة الإعانة بما لا يقل عن 1500 ريال، مطالبا الجهات المختصة بتمكين هذه الشريحة من حقوقهم نظرا لما يعانونه من صعوبة في توفر بعض المستلزمات الضرورية. ضعف المكافأة وقال جميل الدعدي: إن ضعف الإعانة أصبحت من أكبر المشكلات، التي تواجه أولياء أمور ذوي الإعاقة في مركز التأهيل الشامل ضعف المكافأة التي لا تلبي الغرض وانقطاعها في بعض الأوقات، وأضاف: تعطلت بطاقة الصراف الآلي لابني، الذي يعاني من ضمور في الدماغ وعند مراجعتي للمركز لاستخراج بديلها تفاجأت أنهم حددوا يوما واحدا لاستلام الرقم السري وقد تضرر ابني المعاق من هذا الفعل الذي بات يعيق الكثير من أولياء الأمور، مطالبًا الجهات المسؤولة برعاية أبنائهم وتوفير بيئة ملائمة لهم وتوفير وتلبية احتياجاتهم الخاصة والمتعددة وتوفير مساكن للمعاقين. تعليم السلوكيات وقالت أم غزل: إن ابنتها تبلغ من العمر 13 عاما وتعد من ذوي الاحتياجات الخاصة وتعاني من صغر حجم الرأس (ميكروسيفالي) مع تأخر ملحوظ في النمو العقلي والجسمي ومن جميع النواحي، وأضافت: يجب أن يكون هناك اهتمام بهذه الفئة التي تماثل في احتياجاتها أطفال الداون وأطفال التوحد.. فهم بحاجة لتعلم السلوكيات بشكل كبير لتعينهم وتساعدهم. فمكة تفتقر لهذه المراكز، والتأهيل الشامل بمكة رفض تدريسها لفرط حركتها كما رفض استضافتها ضمن المعاقين الذين يداومون في الرعاية النهارية بسبب عدم تطابق الشروط عليها. متحدث العمل: لا يتجاوب بدورها طرحت «المدينة» على المتحدث الرسمي لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية خالد أبا الخيل، السؤال التالي عبر الواتس الخاص به: هل لدى الوزارة توجّه أو دراسة مستقبلية إلى زيادة المعونات بما يتناسب مع أوضاع ذوي الظروف الخاصة بمراكز التأهيل الشامل لكي يتمكنوا من مواجهة أزمتهم الخاصة؟ إلا أنه لم يرد رغم مضي عدة أسابيع على تلقيه الاستفسار !!. الصبحي: الدولة تنفق بسخاء لخدمة 8 آلاف مستفيد من مراكز التأهيل الشامل أوضح وكيل الرعاية الاجتماعية والأسرة في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية الدكتور نايف بن محمد الصبحي، أن الوزارة تقدم خدماتها من خلال 38 مركزًا منتشرًا في جميع مناطق المملكة، وقد بلغ عدد المستفيدين من المراكز 7825 شخصا، وتقدم هذه المراكز خدمات الإيواء والإعاشة والعلاج والتأهيل، وكل ما يمكن تقديمه من برامج متعددة، وأجهزة طبية، ودعم مادي للأشخاص ذوي الإعاقة تنفق عليها الدولة بسخاء لخدمتهم. وأضاف: إن مراكز التأهيل الشامل التابعة للوزارة تقدم خدمة الإيواء الدائم والكامل للحالات المتوسطة وشديدة الإعاقة غير القابلين للتأهيل المهني نتيجة شدة الإعاقة أو ازدواجية الإعاقة تتمثل في الخدمات الطبية الشاملة من رعاية صحية وعلاجية ووقائية، وتوفير العلاج الطبيعي المتكامل، والتعاون مع المستشفيات المتخصصة في إجراء الفحوص الدقيقة، والعمليات المطلوبة، والرعاية والإعاشة، والترفيه داخل وخارج المركز، وتوفير الكسوة، والعناية الشخصية. ولفت ، إلى أنه يتم تأهيل الحالات من خلال تدريبهم على المهارات الحياتية الرئيسة اليومية، حسب ظروف وإمكانات كل حالة من خلال برامج العلاج بالعمل والعلاج الوظيفي، وإكسابهم المهارات المختلفة، وجميع ما يحتاجه الشخص المعاق من خدمات وعناية خاصة.