هناك اتفاق بين المراقبين السياسيين في الداخل والخارج على حزم القيادة السعودية الحالية التي تعتمد على خبرة الكبار ممثلة في خادم الحرمين الشريفين، وديناميكية الشباب التي يمثلها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وعزمها على القيام بحملة تغيير شامل في المملكة. فهذه القيادة تملك الإرادة، والقدرة، والعزم على التعامل مع مختلف القضايا الحاسمة بشكل أكثر قوة وحسماً. *** وقد ظهر هذا الحراك في كثير من القرارات التي صدرت من القيادة السعودية حتى الآن وآخرها إعادة تنظيم جهاز الأمن الداخلي وذلك بإنشاء جهاز أمن الدولة الذي يُعتبر بكل المقاييس خطوة جبارة في تعزيز الأمن ودعم مكافحة الإرهاب ومواجهة التحديات السياسية المتنوعة التي تواجهها المملكة في المنطقة . ومن الصعب هنا سرد القرارات والبرامج التي صدرت في السنتين الأخيرتين وعلى رأسها البرنامج الاقتصادي الطموح الذي عُرف ب «رؤية السعودية 2030»، فما يحدث على أرض الواقع بقيادة شابة متفتحة يجعلنا اليوم أكثر تفاؤلاً بالمستقبل وبمرحلة جديدة من الإصلاحات. *** وكعضو سابق في مجلس الشورى أتمنى أن يطاله ما طال العديد من أجهزة الدولة من تطوير. فمجلس الشورى هو أحد أجهزة الحكم الرئيسية، ويُشكل مع مجلس الوزراء والهيئة القضائية سلطات الدولة الثلاث. ورغم ما طال هذا المجلس من بعض تعديلات، على رأسها إدخال المرأة كعضو كامل العضوية في المجلس، هناك حاجة لأن ينتقل مجلس الشورى من مجلس استشاري محدود الصلاحيات إلى مجلس تشريعي يضاهي المجالس المماثلة، ويُعطى من الصلاحيات ما يؤكد أن مجلس الشورى هو السلطة التنظيمية/ التشريعية في البلاد. # نافذة: مجلس الشورى هو عين المواطن الساهرة على مصالح الوطن والتصدي لقضايا المجتمع. ويأتي في قمة تلك القضايا محاربة الفساد الذي يعتبر أكبر عائق في طريق الإصلاح.