الكتابة تسيطر علي، وأجد أن أحاسيسي شتى في نفسي، وأجد ذاتي منسجما مع ذكرياتي ونفسي تنطق بالحروف المملوءه شوقاً ولهفة، التي تأبى أن تتوارى بين السطور، أجد أدمعي تنساب على ورقتي تبللها فتختلط الدموع مع حبر قلمي، تتبعثر المشاعر فتبقى حروفي هي ذاتي وذكرياتي، تريد أن تتحرر من قيودها ولكنها لا تستطيع، وأحياناً عندما أكتب لا أنسى أن لي قيماً ومبادئ، لا أفرط بها فيغدق قلمي كلمات عشق تتناثر. أما عندما أكتب عن موضوع فأجده يتجسد بمعانٍ فيها من النشوة لون، ومن القسوة ألوان، لأنني أجد حبي بداخلي صادقاً رغم كثير من الإخفاقات الثقافية التي عصفت بالجيل الماضي. ويظل الهم الثقافي على رأس القائمة إذا اعتبرنا الطائفية والإرهاب -وهما كذلك- هماً ثقافياً في المقام الأول، بعيداً عن الجدلية التي مازالت تفرق بين أبناء الوطن بالثقافة الواحدة وهي الأصالة بالماضي والحداثة في المعاصرة، فالكل ينحاز إلى الماضي بثقافته وتراثه ولا يجب أن يطلق عليهم غرباء الزمان باختيار الحياة المعاصرة والانحياز لها ووصف الفريق الأول بالتخلف ومطالبته بالتخلي عن تراث الأمة ورصيدها المعرفي. وأيضاً من هذه الهموم العقوق الذي تعاني منه اللغة العربية من كثير من أبنائها رغم أننا سعدنا باهتمام العالم بلغة (الضاد) خلال العام المنصرم، إذ أصبحت اللغة العربية الثالثة عالميًا لهذا نحن نؤكد هنا أن واقعنا في أمس الحاجة إلى إعادة النظر وضرورة اهتمام المثقفين بتراثهم والمزج بينه وبين المنتج الثقافي المعاصر، فنحن في بلد لا يدخر جهدًا لتقديم الثقافة العربية الإسلامية إيماناً منه بدورها الريادي في العالم العربي والإسلامي. هذه رسالتنا الى مهرجاني سوق عكاظ والجنادرية.