نُظمت ضمن الدورة الحادية عشرة من فعاليات سوق عكاظ التي تشرف على تنظيمها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، في حديثه بندوة «اللغة العربية في إسبانيا» التي تأتي ضمن برنامج الفعاليات الثقافية، شارك فيها مختصون من المملكة العربية السعودية والمغرب وإسبانيا، وذلك في الخيمة الثقافية بالسوق. استعرض الدكتور إغناثيو كوتيرث بنيتا، من جامعة مدريد، في حديثه بندوة « اللغة العربية في إسبانيا» يوم الأول من أمس ضمن فعاليات «عكاظ 11» تاريخ الأندلس والحضارة العربية ومكانتهما في تاريخ إسبانيا، مشيرًا إلى أن دراسة التراث الإسلامي وتجلياتها الراهنة في إسبانيا الحديثة شهدت حراكًا كبيرًا في العقود الأخيرة بفضل الاكتشافات والتنقيبات الجديدة وتطور آليات البحث العلمي واستعداد جزء كبير من المجتمع الإسباني ومعه الأوساط الثقافية المحلية للتعامل الصريح والإيجابي مع التركة الإسلامية الأندلسية، لافتًا إلى أن الأندلس لعبت دورًا كبيرًا في نقل التأثيرات المعمارية والفنية الإسلامية إلى أوروبا بصفتها حلقة الوصل بين آسيا وإفريقيا من جهة، وبين أوروبا من جهة ثانية، حيث أحس الأوروبيون بأهمية وقيمة الحضارة الإسلامية العربية فأقبلوا على دراستها. فيما تطرق الدكتور نيقولاس روزير نبوت، من جامعة مالقة، في مداخلته إلى لفظين قديمين يدلان على اللغة العربية كاسمين خاصين لها لا ينطبقان على أية لغة أخرى، أولهما «الخاميا» بمعنى العجمية، و» الغارابيا» وهو مأخوذ من اللفظ العربي « العربية»، مبينًا أن المعنى الأول لهذا المفرد هو اللغة العربية نفسها وهو المعنى في اللغة الإسبانية الفصيحة، وهي اللغة الوحيدة مع اللغة اللاتينية التي لها اسم خاص بالإسبانية. وأشار الدكتور نيقولاس، إلى انتشار تعليم اللغة العربية في إسبانيا، حيث يتم تدريسها في الجامعات والمعاهد الرسمية للغات والمعاهد الخاصة، مبينًا أنه يتم تعليمها في الجامعات إما في إطار الإجازات الخاصة بالعربية والدراسات العربية والإسلامية، أو في مواد إضافية لدراسات وإجازات أخرى. وتحدث الدكتور ماء العينين العتيق من جامعة غرناطة بدوره، عن دور المملكة العربية السعودية في الاهتمام باللغة العربية وتدريسها ومسارات خدمتها، مشيرًا إلى زيارة وفد من مجلس أمناء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية إلى غرناطة وعدد من الجامعات العريقة في إسبانيا، لافتًا إلى التعاون بينه وبين المركز ما نتج عنه تأليف كتاب عن «اللغة العربية في إسبانيا» بغية تعميق التواصل الثقافي بين الحضارتين العربية والإسبانية، فضلًا عن رغبة المركز في الاحتفاء بالجهود المميزة للعلماء الإسبان في دراسة اللغة العربية ونشرها.