الأمان هو أساس كل شيء في الحياة فلا حب بلا أمان إذا كان أحد من الطرفين يلهو بمشاعر الطرف الآخر.. ولا زواج بلا أمان اذا لم يحافظ الزوجان على حقوق وواجبات ومشاعر بعضهما.. ولا صداقة بلا أمان إذا شعرت أن الصديق ممكن أن يتغير لأي سبب وأنه قد يفشي أسرارا ائتمنته عليها أو يدفعك لما قد يضر بك.. ولا استمتاع بسفر إذا تواجدت في مكان قد يضربه الإرهاب أو قد تحدث فيه حادثة ما! ولا إنجاز في العمل إذا كانت بيئة العمل بلا أمان فيها غش أو رشوة أو حتى تحرش من أي نوع!! تريد أن تشعر بالمعنى أكثر تخيل فعل كل الأمثلة السابقة وأنت تشعر بالخوف بداخلك لسبب في نفسك أو لخوفك على أحد المقربين إليك لمرضه الدائم أو إحساسك أنك ستفقده أو مثلا تعرضك لصدمة في حياتك أفقدتك الإحساس بالأمان.. أو لو كنت ممن يعيشون في بلاد تتعرض لويلات الحروب كم ستكون نسبة الإحساس بالأمان لديك وأنت تسمع صوت الدبابات أو الطائرات المحلقة بمقذوفات عشوائية.. هل ستستمتع بشيء مما ذُكر وقتها إذا لم تكن تشعر بالأمان بداخلك أو بالمكان الذي تتواجد فيه؟ وهل توافقون معي أن الإحساس بالأمان من أهم عوامل الاستمتاع بالحياة؟ الأمان بالله عز وجل أهم ما يطمئن القلوب، وهناك شعور بالأمان عندما تكون محاطا بمن تحبهم وتثق بهم وتشعر أن وجودهم معك يشعرك بالأمان.. حتى وإن كان الأمان متمثلا في شخص واحد كالأب في حياة أبنائه! والأم وجودها يمثل الأمان في حياة أبنائها لذا عندما يفقد أحد الوالدين أو كلاهما أول شعور يصاب به الأبناء فقدان الأمان الذي كان في حياتهم.. وقد يرزق الله البعض الأزواج الصالحين الذين يقومون بهذا الدور المهم الذي لا يقل أهمية عن الاحتياج للشعور بالحب والحنان من كلا الطرفين.. فإذا كنت مصدرا للأمان لمن حولك فأنت نعمة لهم وإن كنت رزقت بمن يشعرك بالأمان معه فأنت كذلك في نعمة عظيمة يجب أن تحمد الله عليها كثيرا.