يبدو أن قطر فهمت رسالة الصبر خطأً، فهمت العفو والغفران عجزًا، وعدم قدرة على التصرُّف، واتخاذ قرار جريء، فهمت أن الغضب الخليجي والعربي من مسلكها عاصفة في فنجان وسحابة صيف، سرعان ما تنقشع، ولم تتصوَّر الدوحة أن كل هذا الصبر وهذا العفو وهذا الغفران، كان فقط من أجل شعب قطر الشقيق، الذي لم تشأ القيادة السعودية والإماراتية والبحرينية والمصرية أن تأخذه بذنب وجريرة حكومته، أدركنا بعد طول صبر أن حكومة قطر لا يعنيها شعبها ولا انتماؤه الخليجي والعربي، لا يعنيها سوى إرضاء غرورها وأحلام اليقظة التي تعيش فيها، وإرضاء المقاول الإيراني الذي سلّمت له أمرها وتدفع هي الأجر له، وتوفير الملاذات للإرهاب. لقد أصبح من الواضح أنه لم يكن شعب قطر الشقيق يومًا في رأس حكومته، التي تتصرف بلا عقل، واليوم وبعد هذه المقاطعة الكبيرة لقطر، وإغلاق المجالات الجوية والبحرية والحدود البرية، وهو ما يضر بمصالح الشعب الشقيق، لا نرى أي تحرُّك إيجابي للحكومة القطرية، بل على العكس، فإن البيان الذي صدر عن وزارة الخارجية القطرية يُؤكِّد لا مبالاة قطر بمصالح الشعب الشقيق، ففيه من المكابرة والاستعلاء ما يُؤكِّد أن الرسالة لم تصل إلى القيادة القطرية، وهذا غريب جدًّا. ولأننا نعرف ماذا فعلت قطر، وبماذا هي متّهمة، ولأننا نعرف لماذا تمت مقاطعتها، فإننا نعرف أن عناد قطر لن يفيدها، ونعرف أن مكابرة قطر ستوصلها إلى طريق الندم المسدود، وأن أي تصعيد قطري سيواجه تصعيدًا ممن قاطعوها.