توقع مختصون في مجال الطيران والنقل الجوي ان تخسر قطر مليارات الدولارات بسبب تأثيرات مقاطعة دول مجلس التعاون الخليجي وبعض الدول العربية لدولة قطر ومنع شركات الطيران القطرية من التحليق في أجواء هذه الدول. وأوضح حسان فيدة، المختص في شؤون الطيران، ان الخطوط القطرية ستتكبد خسائر كبرى من جراء تحويل مسارات رحلاتها الى مسافات أبعد واستخدام أجواء دول اخرى والتي بدورها ستحمل «القطرية» تكاليف باهظة لاستخدام نطاقها الجوي بالاضافة الى زيادة التكاليف بنسبة لاتقل عن 50% بسبب تحويل مسارات الرحلات الى مسافات أبعد. وقال فيدة ان منع طائرت الخطوط القطرية من استخدام اجواء المملكة العربية السعودية ودول الخليج يهدد مستقبل شركة الطيران القطرية والتي كانت تعمل على تحويل مطار الدوحة كمركز رئيسي ل «الترانزيت» في منطقة الخليج حيث باتت «القطرية» ممنوعة من التحليق في الاجواء الرئيسية وممنوعة من الهبوط في المطارات الرئيسية في دول الخليج والتي كانت تعتبر من أهم أسواق السفر التي تعتمد عليها «القطرية» وهو الأمر الذي سيدفع ملايين المسافرين الذين كانوا يقصدون الشرق الأوسط والأقصى عبر «القطرية» سيبحثون عن شركات طيران اخرى يسهل عليها الوصول الى المطارات الرئيسة في المنطقة. وقال حسان، الخطوط القطرية باتت في طريقها الى نفق مظلم ومقبلة على خسائر فادحة جراء المقاطعة ومنعها من استخدام أجواء دول مجلس التعاون الخليجي وبعض الدول العربية، فإن خسارتها لعدة محطات خليجية وعربية مهمة تشمل 18 محطة، في المملكة العربية السعودية والامارات ومملكة البحرين ومصر، وهو الأمر الذي أفقدها مئات الرحلات اسبوعياً وشريحة كبيرة من المسافرين من هذه المحطات مجتمعة خاصة وان دول المنطقة مقبلة على موسم الذروة في السياحة والسفر بعد شهر رمضان المبارك، إضافة الى ان الغاء الكثير من الرحلات لعدم جدواها بسبب الغاء الحجوزات ويترتب عليها اعادة جميع الأموال الى المسافرين، وبالتالي ستكون «القطرية» خارج حسابات السفر لدى المسافرين وعدم تفضيلها للمسافرين، فالرحلات ستكون اطول وقتاً مما يعني زيادة في استهلاك الوقود وتغير في آلية جداول عمل طواقم الملاحين من ناحية أخرى. وأكد فيدة، ان هناك جانبا مهما جداً لم يكن في الحسبان وهو طلبيات الطائرات التي تعاقدت عليها «القطرية» مع شركات تصنيع الطائرات بوينج وايرباص والتي اعلنت عنها سابقاً ويقدر عدد طلبياتها بحوالى 200 طائرة متعددة الفئات وربما ان هذه الخسائر والأزمة التي تعصف بالقطرية ستجبرها على إلغاء هذه الطلبيات وبالأخص في حالة ان الحكومة القطرية لم تنصاع لمطالب دول مجلس التعاون الخليجي وتخلصها من السبب الرئيس لهذه الأزمة. ولم يستبعد فيدة ان يكون لهذه الأزمة تأثير كبير على تصنيف الخطوط القطرية بين شركات الطيران العالمية وقد تخسر مواقع كثيرة في هذا التصنيف بعد ان تخسر موقعها بين اختيارات المسافرين على مستوى العالم. وأضاف، أما من الجانب المشترك الآخر هو عبور الاجواء (المسارات الجوية) فسوف تكون «القطرية» مضطرة لاستخدام اجواء ايران او غيرها من الدول وليس لها بديل هذا معناه أن التكاليف التشغيلية على الرحلات سترتفع لمرورها بعدة دول في رحلة واحدة ومرورها في مجالات جوية أطول لم تعهد عليها سابقاً مما سيؤدي الى تضخم النفقات بسبب عمليات تغيير المسارات وسيكون هذا على حساب كثرة استهلاك الوقود وزمن أطول للرحلات، وربما نسمع في القريب الغاء بعض من وجهاتها التي تبلغ حالياً قرابة 150 وجهة كخيار تخفيض النفقات وعدم جدواها مما يضعف قدرتها التنافسية في التغطية العالمية او ايفائها لمصروفات السفر لتلك المحطات. وحول مطار الدوحة الدولي «مطار حمد» فقد أكد فيدة، ان هذا المطار الذي أنشئ من أجل ان يكون أحد المطارات الرئيسة لحركة «الترانزيت» في منطقة الشرق الأوسط فسوف يخسر ما لايقل عن 30% من حركة السفر اليه بعد فقدان الخطوط القطرية للوجهات الرئيسية التي كانت تعتمد عليها في المنطقة. مشيراً الى ان هذا المطار سجل في العام الماضي ما لايقل عن 38 مليون مسافر عام 2016، وانه سيخسر اعدادا كبيرة من هؤلاء المسافرين، ولن يكون المطار المفضل لتحويل الرحلات «الترانزيت» من المسافرين، حيث بدأ التأثير واضحاً منذ بداية الازمة من وقف والغاء بعض الرحلات من والى الدوحة من تلك المحطات الممنوعة على «القطرية»، وبالتالي عزوف شريحة كبيرة من المسافرين عن السفر وذلك باستخدام شركات طيران أخرى بعد منع شركات الطيران القطرية من استخدام المجال الجوي لبعض دول مجلس التعاون الخليجي، بالتالي سيخسر المطارهذه الميزة بملايين المسافرين سنوياً جراء هذا الوضع المتفاقم والذي بدوره سيؤثر على الحركة التشغيلية والتجارية للمطار.