تمثل العلاقات الثنائية السعودية القطرية تاريخا مشتركا وماضيا عريقا بوحدة اللغة والدين والانتماء العربي الخليجي، والتي تعود جذوره إلى بداية القرن العشرين، إلا أن قطر وسياساتها المتخبطة والتي تحمل تناقضات خطيرة لم تفرق فيها الدوحة بين العدو والصديق، ودائما ما تحاول شق الصف العربي بسياستها الخارجية، وعلاقاتها المتشابكة مع جميع الأطراف، فضلا عن دعمها وتمويلها للتنظيمات الإرهابيَّة، والذي يضعها دائمًا في حرج سياسي عربيًّا وإسلاميًّا، ومازالت الدوحة تتمسك بعلاقتها الوثيقة بالكيان الصهيوني، وتمتدح علاقتها بإيران كدولة إسلامية إقليمية والتحذير من معاداتها، بينما تطلق آلتها الإعلامية «الجزيرة القطرية» لشق الصف العربي وتهديد الكيان الخليجي، بنشرها تقارير إعلامية مسيئة للدول الخليجية ورموزها، وإثارة الأنشطة الإرهابية في البحرين، ودعمها لتنظيم الإخوان المسلمين، والتي أجمعت الدول العربية والخليجية على إدراجه كتنظيم إرهابي. 1 - الاعتراف بالدولة القطرية تعود جذور العلاقات التاريخية بين السعودية وقطر منذ بداية القرن العشرين عندما اعترفت السعودية بحدود دولة قطر. وتم عقد لقاء تاريخي بين الملك عبدالعزيز والشيخ على آل ثاني، وفي عام 1965 وقعت قطر والسعودية اتفاقا يقضي باتخاذ ترسيم الحدود البرية والبحرية بينهما. وتطورت الخلافات الحدودية إلى أن تفاقمت منذ حادثة الخفوس عام 1992 حين زعمت الحكومة القطرية بأن قبيلة آل مرة ساندت القوات السعودية وقامت بمواجهة القوة القطرية. وتبقى مشكلة قبيلة آل مرة جزءا من الخلاف السعودي القطري ضمن ملفات أخرى لم تحسم بعد. 2 - أزمة أمين المجلس الخليجي في ديسمبر العام 1996 حين اختارت القمة الخليجية التي عقدت في مسقط الشيخ جميل الحجيلان أمينا عاما لمجلس التعاون الخليجي مقابل مرشح قطر في ذلك الحين عبد الرحمن العطية - الأمين العام السابق - فاحتج أمير قطر حمد بن خليفة على ذلك وقاطع الجلسة الختامية لقمة مسقط الخليجية في ذلك الوقت، ومما زاد في الأزمة المحاولة الانقلابية الفاشلة على أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني التي رتبها والده الأمير السابق الشيخ خليفة سعيا للعودة للحكم بعد انقلاب ابنه عليه العام 1995، إلا أن الدوحة اعتبرت أن لبعض الأطراف السعودية يدا في هذه المحاولة، ومن هنا بدأت الأزمة الحقيقية التي شهدت الكثير من الإشكاليات واستخدمت قطر وسائل الإعلام ودعمتها ماليا مناوئين للسعودية. 3 - سحب السفير من قطر 2002 أرسل أمير قطر بعد تلك الأزمة بفترة رئيس الوزراء ووزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إلى السعودية عارضاً فتح صفحة جديدة في العلاقات مع المملكة بشرط أن تكف وسائل الإعلام القطرية من التطرق لشؤونها. ففي العام 2002 تطرق برنامج تلفزيوني بثته قناة الجزيرة العام 2002 والذي استضافت فيه القناة أشخاصا تعرضوا لمؤسس المملكة الراحل الملك عبد العزيز وأدىّ هذا البرنامج لسحب السعودية سفيرها صالح الطعيمي من الدوحة دون إعلان. 4 - ترسيم الحدود ومجلس تنسيق مشترك في الخامس من شهر يوليو 2008م وبتوجيه من الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عقد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية اجتماعا مع معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية بدولة قطر تم خلاله التوصل إلى محضر مشترك لاستكمال تعيين الحدود بين البلدين، كما تم التوصل إلى اتفاق بإنشاء مجلس تنسيق سعودي قطري مشترك. 5 - المواطنة الخليجية ومجلس تنسيق مشترك في خطوة أسهمت في تعميق المواطنة الخليجية وسهلت تنقل المواطنين بين الدولتين بيسر وسهولة وزادت من التواصل الاجتماعي والثقافي بين البلدين وقعت المملكة العربية السعودية على البيان المشترك بتنفيذ آلية التنقل بالبطاقة الشخصية (الهوية الوطنية) لمواطني البلدين الشقيقين عبر المنافذ الرسمية لها. وفي شهر مارس عام 2001م وقعت المملكة العربية السعودية ودولة قطر في الدوحة على الخرائط النهائية لما تم إنجازه من رسم كامل الحدود البرية وما تم تعيينه من خط الحدود البحرية بين البلدين. 6 - سحب السفراء 2014 في مارس 2014 قررت السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائها من قطر. وجاء في بيان مشترك للدول الثلاث أن القرار اتخذ بعد فشل كل الجهود في إقناع قطر بضرورة الالتزام بالمبادئ التي تكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر، وعدم دعم كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد، سواء عن طريق العمل الأمني المباشر أو عن طريق محاولة التأثير السياسي وعدم دعم الإعلام المعادي. 7 - قطع العلاقات يونيو 2017 للمرة الثانية تحاول قطر على لسان أميرها تميم بن حمد آل ثاني شق الصف العربي خلط الأوراق وتهديد وحدة الخليج، بتصريحات سياسية أعلن خلالها تناقضات سياسية خطيرة لم تفرق فيها الدوحة بين العدو والصديق، وعلاقتها الوثيقة بالكيان الصهيوني، وإيران كدولة إسلامية إقليمية والتحذير من معاداتها، فضلا عن عدم اعترافها بأي تنظيمات إرهابيَّة سواء الإخوان، أو حزب الله اللبناني، وكأنَّ قطر لا تستفيد من تجاربها السابقة، وبعد المشاورات الخليجية والعربية قطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين علاقاتها الدبلوماسية. العلاقات التاريخية السعودية القطرية 1905م لقاء تاريخي بين الملك عبدالعزيز والشيخ قاسم آل ثاني رحمها الله. 1933م قدوم أمير قطر الشيخ عبدالله بن قاسم بن ثاني للرياض لمباركة قرار الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود بتعيين نجله الأمير سعود وليا للعهد – رحمهم الله جميعا. 1952م احتفى الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود بأمير قطر الشيخ علي آل ثاني ووالده الشيخ عبدالله في سكة الحديد وأقيم لها حفل عشاء. 1952م أقام أمير قطر الشيخ علي آل ثاني حفل عشاء على شرف الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود في دار الضيافة الملكية. 304 مليارات دولار أصول صندوق الثروة السيادي. 6.9 مليار ريال حجم التبادل التجاري بين البلدين في 2015. 315 شركة بملكية كاملة للجانب السعودي تعمل بالسوق القطري. 30 % من إجمالي المشروعات المنفذة بدولة قطر تمت بواسطة شركات سعودية سواء بمجال الغاز أو النفط أو المقاولات. 33 مليار ريال مشروع قطري عقاري بالسعودية وبمساحة 1.4 مليون م2 دعم قطر للأنشطة الإرهابية في المنطقة جحود للدعم السعودي والعربي تقرير صندوق النقد الدولي عام 2006 يتهم قطر بغسل الأموال وتمويل الإرهاب في العالم. الولاياتالمتحدة تقر قانونا يقضي بفرض عقوبات على عنصرين من أنصار تنظيم القاعدة يتخذان من قطر واليمن مقرًّا لهما اتهم وزير خارجية تونسقطر علنًا بدعم الجماعات الإرهابية في بلاده، في أعقاب القبض على 11 تونسيًّا يعملون بإحدى الجمعيات الخيرية، بعد اتهامهم بغسيل الأموال وتمويل الإرهاب في البلاد. اتهم ديفيد كوهين بأن قطر، على وجه الخصوص، تعطي صلاحية سامحة لتمويل الإرهاب، وأن قطر لا تدعم حماس فحسب، بل أيضًا تنظيمات متشددة تعمل في سوريا. اتهم أعضاء في الكونجرس قطر بدفع الفدية التي تتراوح بين 3 و25 مليون دولار للمحتجز «الأمريكي كورتيس» في جبهة النصرة. وثائق بريطانية تكشف أن قطر مركز تمويل الإرهاب فى العالم. أكدت تقارير إعلامية دولية علاقة الدوحة والميلشيات المسلحة فى ليبيا والعراق وإرسال طائرات محملة بالأسلحة ل»داعش»، و»فجر ليبيا». نشرت فورين بوليسي تقريرًا في 2012 اتهمت خلاله جمعية قطر الخيرية بدعم عناصر من تنظيم القاعدة والذين ينشطون في مالي. تقرير لنيويورك تايمز يكشف أن دولة قطر متورطة بالفعل في دعم حركة حماس وبعض التنظيمات المتشددة التي تعمل في سوريا على رأسها جماعة جبهة النصرة في سوريا. وجه مالكولم ريفيكيند، رئيس لجنة الأمن والاستخبارات في البرلمان البريطاني تحذيره لقطر بقوله: «على الدوحة اختيار أصدقائها أو تتحمل العواقب». أوضح البروفيسور انتونى جليس، من مركز دراسات الأمن والاستخبارات في جامعة بكنجهام: «لإيجاد الإرهاب عليك تتبع الأموال التي تموله، وحاليًّا يبدو أن قطر هي الجهة الممولة للإرهاب».