أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز عضو مجلس الشورى السابق الدكتور صدقة فاضل أن الخروج القطري عن الإجماع الخليجي لا يليق بالإنسان العربي والخليجي، مضيفًا أن ذلك خطأ فادح يتعارض مع النظام الأساسي لدول مجلس التعاون الخليجي، الذي ينص على وجوب اتخاذ سياسات موحدة بين الدول الأعضاء خصوصًا فيما يتم الاتفاق عليه، مشددًا على أن تحقيق المصالح الكبيرة التى تجمع دول المجلس ومواجهة الأخطار المشتركة الكثيرة التى تواجهها، تكون أكثر فعالية عندما تكون هذه الدول متحدة ومتفاهمة ولها سياسات داخلية وخارجية متشابهة. وقال د. صدقة تعقيبًا على تصريحات أمير دولة قطر الأخيرة، «لقد لاحظنا في الفترات الماضية كثيرًا، أن دولة قطر الشقيقة أو النظام السياسي في دولة قطر الشقيقة يقوم من حين لآخر بالخروج عن الإجماع الخليجي، الذي لا يليق بالإنسان الخليجي والعربي الذي يلتزم بكلمته وينفذ ويفي بما وعد تعهد به». وتابع د. فاضل: «عندما يأتي أحد الأعضاء ويخرج عن الإجماع الخليجي، فإنه بذلك يحاول أن يعزل نفسه ويؤثر في مسيرة الاتحاد وهذا يعتبر خطأ كبيرًا وفادحًا يرتكبه هذا العضو بقصد أو بدون قصد، ولا بد من وضع الأمور في نصابها ولا بد من تحديد المواقف، وهي قد حددت بالفعل، فالنظام الأساسي لمجلس التعاون الخليجي ينص على ضرورة اتخاذ سياسات موحدة بخاصة فيما تم الاتفاق عليه، وهناك بعض الاتفاقيات التي يتم الاتفاق عليها فيما بين الدول الست الأعضاء وفجأة نرى أحد الأعضاء ينكث بعهده ويخرج عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه عبر التشاور والتنسيق واللقاءات الدورية المشتركة». وأشار د.فاضل إلى أن الأساس في قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربي، كان محاولة تكاملية عربية جزئية يتمشى ميثاقها مع ميثاق جامعة الدول العربية، ويحقق لدولها الأعضاء الستة المعروفين المصالح المشتركة، التي تربط فيما بينهم وتساعدهم على مواجهة الأخطار المشتركة. وأضاف د.فاضل في الحقيقة هذه الدول الخليجية الستة متجانسة من جميع النواحي، وفي الحقيقة لا توجد مجموعة من الدول في العالم متجانسة ومتشابهة بهذا القدر من لتشابه الذي عليه دول مجلس التعاون للخليج العربي، وهذا يعني أن هنالك مصالح مشتركة وأخطارًا كبيرة مشتركة، والحكمة تكمن في أن الاتحاد قوة، فمواجهة هذه الأخطار المشتركة وتحقيق المصالح المشتركة، تكون أكثر فعالية عندما تكون هذه الدول متحدة ومتفاهمة ولها سياسات داخلية وخارجية متشابهة. واختتم د.فاضل كلامه بالقول: «نسأل الله أن يهدي من ضل، ويعيده إلي الصواب، لأن في ذلك خدمة للجميع بما في ذلك العضو الذي يخرج عن الإجماع الخليجي».