ما من شكٍّ أنَّ النَّفس في رمضان تختلفُ عمَّا عليهِ في غير رمضان، فشهرُ رمضانَ نفحةٌ ربانيَّةٌ من نفحات الله، فهو شهرُ الألفة بين الإخوان والأصدقاء والأقارب، شهرٌ تميَّز على سائر الشهور، شهرٌ يفيضُ فيه عبقُ الفضائل، ويتدفق فيهِ الخيرُ، وينتشر في أجوائهِ عبير الرحمة، لذا فهو من الشهور الثمينة، التي لا تُقدَّر بثمن؛ كونها من عمر الإنسان، وحياة الإنسان ليس لها ثمن غير الجنَّة. ولقد اعتاد المسلمون في شهر رمضانَ على مباهج عديدة، وهم يستشعرون أنَّه شهرُ الله تعالى، فهي عادات تعظيم وتبجيل واحترام، ولا تخرج عن الاهتمام بالعبادة، ففيه انتظار على موائد الإفطار، وفيه امتناع عن شهوات النفس، وفيه السحور والمسحراتي، وفيه مدفع رمضان، وفيه قناديل رمضان، وزينتهُ، وفيه المآذن والمنارة والمساجد المضاءة، وفيه صلاة التراويح وبهجتها، وألفة القلوب حينما نجتمع في بيوت الله.