مع تطور الاقتصاد اليوم وتحوله لاقتصاد الخدمات باتت المنافسة شديدة بين المنظمات الخدمية في تقديم خدمات تحوز على رضا العميل، إذ إن العميل لديه توقعات عن المنافع التي سيحصل عليها من الخدمة والمنظمة أيضًا لديها توقعات للمنافع التي تشبع احتياجات العميل من تقديم الخدمة، فإذا كانت الخدمة المقدمة أكبر من توقعات العميل بالنسبة للمنافع التي سيحصل عليها عندئذٍ نقول إن الخدمة المقدمة تتصف بالجودة وإشباع رغبات واحتياجات العميل وإسعاده. عملية تقديم الخدمات يمر بسلسلة من الإجراءات والعمليات، فعندما تكون هذه العمليات في غاية من السهولة والبساطة وذات الإنجاز في وقت قصير فإن ذلك يُعتبر عاملًا من عوامل نجاح تقديم الخدمة، ورفع سمعة المنظمة، والأهم من ذلك أن تتمتع المنظمة بسمعة مميزة عن منافسيها، ويكون ذلك بتركيزها على الأشياء المادية التي تصاحب تقديم الخدمة، فعند دخولك عزيزي القارئ لمصرف، ووجدت مقاعد انتظار مريحة، وديكور فاخر، وصالة استقبال تفوح بروائح العود والبخور، وتكييف عالي الدقة، بالطبع سيجلب لك السعادة في نفسك، إضافة إلى موظف بشوش يتعامل معك بابتسامة ولطافة وكياسة أثناء تقديم الخدمة أو أثناء استفسارك عبر الهاتف أو شبكة الإنترنت، بكل تأكيد ستكرر زياراتك لهذا المصرف متى احتجت لخدماتهم، لماذا؟ لأنك تشعر بالسعادة عندهم ما لا تشعر بها عند غيرهم. في النهاية لنعلم جميعًا أن المنظمة الخدمية التي تسعى لحشد كافة إمكانيتها لإسعاد عملائها هي المنظمة التي يرتفع عائد مبيعاتها وبالتالي تزداد أرباحها، وتزداد القيمة السوقية لأسهمها، إضافة إلى ارتفاع ثقة المستثمرين فيها، وما خُفي من المكاسب كان أعظم.