إنَّ أعظمَ رضا هو رضا الله سبحانه وتعالى؛ وخُصَّ لفظ الرضوان بما كان من الله عزَّ وجلَّ (يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا)، وقال عزَّ وجلَّ: (يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ). وإذا نظرنا إلى هذا الرِّضا في القرآن الكريم، فإنَّنا سنجده في عدد من المواضع.. الجميع منَّا خسر من وفاة عزيز، أو خسارة مال، أو عمل، أو...، أو...! مَن منكم تعرَّض لمصيبة وأثَّرت في نفسه، وكان لها وقعٌ سيءٌ عليه، فأصابته بالهموم والغموم؟ إذا أردت أن يخفَّ عليك مصابك، عليك بتلاوة هذه الآية من كتاب الله (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ). إنَّ الرِّضا نعمة روحيَّة عظيمة، لا يصل إليها إلاَّ مَن قوي إيمانه بالله، وحسن به اتِّصاله، والمؤمن راضٍ عن نفسه، وراضٍ عن ربه؛ لأنَّه آمن بكماله وجماله، وأيقن بعدله ورحمته، ويعلم أنَّ ما أصابته من مصيبة فبإذن الله، يقول تعالى: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ). لماذا لا يرضى الكثير عن حظِّه في الحياة، ويفضل أن يعيش شاكيًا متذمِّرًا؟ فمِنَ النَّاس مَنْ تراه في جُلِّ أحواله شاكيًا متذمِّرًا ممَّا حوله، لا يعجبه شيء في الحياة، يشكو إن أصابه خير أو شر، أو كان في غنى أو فقر؛ لأنَّه يستطيع أنْ يجد في كلِّ ذلك ما يزعجه ويُكَدِّر خاطرَه، وينسى في كلِّ أمرٍ الجانبَ المشرقَ وما يَسُرُّه فيه.. ولو نظر هذا الشاكي إلى حاله لوجد نفسَهُ غارقًا في نِعَمٍ عظيمة، لا يستطيع شكرها لو بقي طوال حياته ساجدًا شكرًا لله تعالى، فلماذا ينسى هذه النِّعَم التي لا تُعَدُّ ولا تُحصى، ويذكر بعض المصائب التي لا تُذكر بجانب ما أكرمه الله من فضله؟ وإنَّ أعظمَ نعمة هي نعمة الإسلام، والله بفضله ورحمته جعلنا مِنَ المسلمين.