وصف عدد من المثقفين والأدباء فوز الشاعر إياد حكمي بجائزة أمير الشعراء، وحلول وصيفه طارق الصميلي في المركز الثاني، مع فوز الروائي محمد حسن علوان بجائزة البوكر العربية لهذا العام، ومنافسة يفوز ثلاثة شعراء سعوديين في مسابقة شاعر الرسول- صلى الله عليه وسلم-، كل ذلك يؤكد أن المشهد الثقافي والإبداعي السعودي يشهد أوج ازدهاره، مرجعين ذلك إلى ما يجده المبدع والمثقف السعودي من بيئة مناسبة للإبداع واهتمام من قبل الدولة برعاية الموهوبين وفتح المجالات أمامهم لتقديم كل ما يملكون من إبداعات في شتى الفنون الأدبية، مرتئين كذلك أن هذا الفوز يزيد من مسؤولية القطاعات المهتمة بالأدب والثقافة والإبداع، مطالبين بإنشاء وقف خيري يطلع بمهمة دعم المبدعين الشباب، وتنظيم مهرجان سنوي يضع نصب عينه تكريم الشباب الذين يرفعون اسم الوطن في المحافل العربية والعالمية، كما دعوا وزارة الثقافة والإعلام وما ينضوي تحتها من مؤسسات ثقافية وأدبية أن تبذل كل ما لديها من أجل رعاية الشباب، وتطوير مواهبهم المختلفة والمتعددة. تبني وصقل ففي بداية الحديث، اعتبر الدكتور محمود زيني، أستاذ الأدب العربي بجامعة أم القرى، أن فوز إياد الحكمي بجائزة أمير الشعراء، ومحمد علوان بجائزة البوكر، وتأهل ثلاثة شعراء سعوديين في نهائيات مسابقة شاعر الرسول، دليل أن الموهبة السعودية قادرة على حصد الجوائز العالمية الإبداعية، مشددًا على أهمية قيام الأندية الأدبية بدور أكثر فاعلية في تبني المواهب الشابة وصقل مواهبها، وتوجيهها الوجهة الصحيحة. تألق وتقدم وتقول الدكتورة ليلى سالم بابنجي: فوز رواية "موت الصغير" لمحمد حسن علوان بالبوكر، هو فوز وتألقٌ وتقدمٌ للمشهدِ الإبداعيِ والثقافي السعودي المعاصر، ونجاحٌ لأدواتِ المعالجةِ والطرح، وتقدم لثقافةِ الإبداع الجديد، فالكاتب طّوع مادة تاريخية هي سيرة ابن عربي بمضمونها التاريخي وما احتواه من أحداث وسمات، بمعالجة مبدعة تشير بأنه كاتبٌ متألق ٌيمتلك زمام الطرح الفني، تجعلهُ يحتلُ منزلةً بين المتفوقين المبدعين. ثم إن تمكنهُ من صياغةِ الشخصية ِالتاريخية ِبلغة واقعية مع تسليط الضوء على جوانب نفسية ومشاهد ووقائع يجدها المطالع لروايته مما سجلتها وقائع التاريخ، هذا وقد أشادَ النقادُ بلغتهِ الشاعرية الرصينة المتمكنة.. وتضيف بابنجي: وبمعيته فوزٌ آخر، جسده الشاعر المبدع إياد الحكمي بجائزة "أمير الشعراء". هو فارسُ ميدانٍ من نوع جريء متمكن ٍ، أمسك بزمام اللغة فطوعها، عمّق مفرداتهِ بمشاعرِ جياشة تخلقُ عوالمَ إبداعٍ تحاكي الواقعَ لوحات إثرَ لوحاتٍ تتمازج بألوانٍ طيفِ ومشاعرَ وحس رهيف، يذكرنا بالمتنبي والبحتري وشوقي مجموع عباقرة الزمان. فرص وآفاق ويرى الأديب صهيب العاصمي، أن كل هذه الدماء السعودية الشابة التي رفعت اسم الوطن عاليًا في المحافل الثقافية والأدبية تستحق من المسؤولين ذوي الخبرة خلق الفرص والتناغم مع طاقات الشباب حتى يكون المجد راية يتوارثها الأجيال مع ما يتفق من رؤية مستقبلية خطط لها ولاة الأمر -حفظهم الله- ومع ما تستحقه السعودية الوطن من رفعة وعزة وفخر. الشباب ثروة وترى الكاتبة سما يوسف، أن الجيل الحالي من الشباب والشابات، البعض يتحامل عليه ويرى فيه جيل الانشغالات التافهة، وأنه جيل السلبيات، والبعض يرى فيه أنه جيل مؤمن بحريته وقادر على العطاء والصلاح والإصلاح وبجيل الأمل، وما نراه اليوم في شبابنا من حصاد للجوائز والسمو لشيء يثلج الصدر ويقيناً بأن السعودية تقف شامخة في شبابها في ثقافتها. مختتمة بقوله: إن السعودية تفخر بثروتها الحقيقية وتتحقق الرؤية 2030 بأن الثروة ليست في البترول؛ بل في الشباب. دعم ورعاية يقول الدكتور صالح بن سعيد الزهراني: فوز إياد الحكمي ومحمد علوان وإن شاء الله أحد الشعراء السعوديين في كتارا شاعر الرسول يكون شاعر هذا العام فوزهم فوزٌ لنا جميعاً، وهذا الإبداع المتجدد لشبابنا يؤكد أن هذه الأرض عجينة ممكنا..أقول هذا وأنا أشاهد دموع عائشة شبيلي الفائزة بجائزة أجفند الدولية فرع تمكين المرأة للأفراد، المرأة الجنوبية غير المتعلمة التي أسست بجهود فردية مركز إبداع المرأة السعودية وأصبحت اسماً مرموقا في الكفاح ضد البطالة والتواكل. وسؤالي: أين وزارة الثقافة والإعلام عن مبدعينا هؤلاء وأين رجال إعلامنا وتجارنا، كم أتمنى أن أسمع بإنشاء وقف خيري لدعم ورعاية المبدعين في شتى المجالات. عرس ثقافي فيما يقول الشاعر عبدالعزيز الشريف، رئيس منتدى عبقر الشعري: شهد الوطن عرساً ثقافياً مبهجاً بفوز مستحق لثلاثة من مبدعي الجمال، وهو فوز لم يأتِ صدفة، وإنما بالمثابرة والجد والاجتهاد والاطلاع على ثقافة الآخر وبكل اللغات، وأطالب بأن يقام مهرجان وطني سنوي تتبناه وزارة الثقافة والإعلام يقوم بتكريم والاحتفاء بالشباب المبدع في كل مجالات الإبداع، بحيث ترصد له جوائز تكريمية قيمة إلى جانب طباعة نتاجهم الفكري والاعتناء بهم وتقديمهم ممثلين للوطن في كل مهرجانات العالم، مع إسناد إدارة هذا المهرجان إلى عقلياتهم الشابة ودماء تستطيع أن تقدم الجميل. أوج الازدهار ويشارك الشاعر حسن الزهراني، رئيس أدبي الباحة بقوله: كنت ومازلت أقول إن مشهدنا الأدبي والثقافي في المملكة يعيش في أوج ازدهاره وأوجد التبشير بجيل مقبل يقدم الأدب السعودي في أبهى صوره وأجمله، فعندما يحصد شاعران من المملكة المركز الأول بأمير الشعراء، ويفوز روائي بجائزة البوكر، فإن هذا يبشر أن هناك في وسطنا السعودي الثقافي إبداعات شبابية قادمة رائعة جدا تستحق الاحتفاء وهذا يحملنا جميعا ولوزارة الثقافة أمانة كبيرة جدًا تجاه هؤلاء المبدعين. ويضيف الزهراني: لقد قامت الأندية الأدبية بدور كبير جدا في احتواء المبدعين في تشجيعهم وإقامة النشاطات التي تحتفي بالإبداع وكذلك إقامة الدورات وورش العمل في شتى المجالات الشعري والسردي والمسرحي والمقال الصحفي والإعلامي من تجربة النادي الأدبي بالباحة وحصدنا نتاج هذه الدورات من خلال مبدعين ساهموا معنا في حراك النادي بشكل جميل ومبهج. ويرى الأديب سعد الرفاعي أن هذه الإنجازات تدل على قوة الحضور الفاعل للأديب والمثقف السعودي على مستوى المشهد العربي، وأنها تعيد المساءلة عن الجوائز السعودية المقدمة من بعض المؤسسات الثقافية لدينا ومدى جدوى استمرارها برغم ضعف الزخم الإعلامي والمادي لها، داعيًا الأندية الأدبية إلى توحيد جوائزها المتعددة في جائزة واحدة هي «جائزة الأندية الأدبية»، تتفرع إلى (6) فروع في كل من الشعر والقصة والرواية والنقد والمقالة والكتابة المسرحية، وتشترك جميع الأندية في دعمها وتنظيمها لتخرج قوية مؤثرة في المشهد الثقافي العربي.