قضايا الأندية الرياضيَّة (الكرويَّة)، المرتبطة بسداد ديون متقادمة؛ (بسبب تعاقدات وقَّعتها إداراتٌ سابقةٌ)، تبعث على الشفقة والحزن! ليس لكبر المبالغ، ولا لسوء أو حسن اختيار اللاعبين، وإنَّما بسبب تبعات كبيرة، ومطالبات مرهقة، ليس للإدارات القائمة ناقة فيها ولا جمل. خذوا مثلاً نادي الاتحاد بجدَّة! هذا النادي العريق القديم، الذي عانى -ولا يزال يعاني- من إدارات سابقة، حسب روايات الإدارة الحاليَّة، في حين تنفي الإداراتُ المعنيَّة تحمُّلها أيَّ مسؤوليَّة، مع أن بدايات العقود المتضخِّمة مقارنةً بالأموال المتوفِّرة حينها كانت في أزمانهم. باختصار، ومع كلِّ التلميع الإعلاميِّ والبهرجة الاجتماعيَّة التي يحظى بها رؤساء وإدارات الأندية الكرويَّة الرياضيَّة، إلاَّ أنَّ حجم المخاطر (البعديَّة) تظلُّ مرتفعةً ومؤلمةً ومرهقةً، إذا كان المسؤول بريئًا، ومخزيةً، إذا كان مذنبًا. والذنبُ هنا نوعان: أحدهما بحُسن نيَّة، وسلامة قصد، والآخر عكسه تمامًا. وبلغ الحدُّ أنَّ بعضَ الجماهير الواعية المثقَّفة تتَّهم هذا المسؤول السابق، أو ذاك، بتعمُّد (توريط) هذا النادي أو ذاك في بحر الديون؛ حتَّى لا تقوم له قائمة، وحتَّى يقبض ثمن تواطئه مع هذه الشخصيَّة أو تلك. وأيًّا كانت الحقيقة، فهي غالبًا مُرَّة مؤلمة، إذ نادرًا ما تُدار الأندية (الكرويَّة) بصورةٍ احترافيَّةٍ مهنيَّةٍ بعيدةٍ عن العواطف والمجاملات. ربما لأن الأندية مؤسَّسات مجهولة (الانتماء) من حيث السائد في عالم المال والمجتمع، فلا هي حكوميَّة عامَّة، لأنَّ (الحكومة) تقف على مسافة متساوية من جميع الأندية، ولا هي مؤسَّسات خاصَّة تُدار حسب أنظمة إداريَّة وماليَّة ومراقبيَّة ذات معياريَّة ثابتة واضحة. الأندية الرياضيَّة مجهولة (التكوين)، ضبابية (الانتماء)، تعيش معظم أيامها (تتسوَّل) المالَ الذي تُنفقه على لاعبيها (المحترفين)، وكثير منهم لا يستحقُّون من صفة الاحتراف سوى أنَّهم (متفرِّغون) لها، يقتاتون على ممارستها، ولا يؤدِّون على الوجه المأمول حقَّها. ولذلك فالسعوديُّون منهم خاصَّةً لا يبرعون إلى الدرجة التي تجعل منهم نجومًا عالميين، كما الأفارقة مثلاً (العرب منهم، وغير العرب)، وكما الآسيويين من كوريا الجنوبيَّة، واليابان. شخصيًّا أعتقدُ أنَّ تحمُّل مسؤوليَّات أيِّ كيانٍ كرويٍّ وطنيٍّ ينطوي على مجازفةٍ كبيرةٍ، ومخاطرَ عظيمةٍ.