* نظريَّة النوافذ المحطَّمة، قام بوضعها الأستاذان في علم الجريمة (جيمس ويلسون، وجورج كيلنج)، في العام 1982م، وهي مبنيَّةٌ على قاعدة في علم النفس البشري تقول: (بأنَّ الإنسانَ لديه قدرة وحب للانضباط والالتزام بالقوانين والآداب العامَّة، إذا توفرت له البيئة المشجِّعة على ذلك، ولكنَّه سرعان ما يَنْفَك من هذا الالتزام إذا رأى الانفلات من حوله). * النظريَّة قَامت على أن (بقاء النوافذ المكسورة في الشوارع، سيشجِّع المَارَّة على كسر المزيد منها عَبَثًا، ثمَّ سيأتي الذي يحطِّم نوافذ السيَّارات، ثمَّ يتحوَّل ذلك العبث إلى جُرْأة؛ لِيَتِمَّ اقتحام البيوت وسرقتها، أو إتلافها، وهكذا تَكْبُر كُرَة الثَّلج)؛ باختصار النظريَّة ترتكز على عبارة بسيطة -نُردِّدها دائمًا-: (النَّارُ مِن مسْتَصْغَرِ الشَّرَرِ). * تلك النظريَّة، رغم بساطتها، إلاَّ أنَّها صنعت ثورة في علم الاجتماع، وسارعت العديد من الدّول والمجتمعات لتنفيذها، وكانت (مدينة نيويورك) من أوائل مَن طبَّقها؛ بسبب ارتفاع معدل الجريمة فيها أواخِرَ الثمانينيَّات، حيث انخفضت خلال ثلاث سنوات من التطبيق بنسبة (75%). * وهنا أجزمُ أنَّ تطبيقنا الجَاد لهذ النظرية أصبح من الضرورات، سواء من الناحية الفكريَّة؛ لمكافحة أيَّة نعرات أو شعارات عنصريَّة، (طائفيَّة كانت، أو قَبَلِيَّة، أو مَنَاطِقِيَّة، أو عصبيَّات رياضيَّة) ترفعها أصوات، أو أقلام، أو قنوات، أو تغريدات في مواقع التَّواصل الحديثة. * وتفعيل النظريَّة في الجانب الاجتماعي سيحَدُّ من الابتزاز، وبعض التجاوزات والسلوكيَّات الخاطئة في الطرقات، والميادين، والأماكن العامَّة، والملاعب، والأسواق، وسيحافظ على الممتلكات العامَّة. * والعَمَلُ الصَارمُ بالنظريَّة في مجال الاقتصاد، سيحاربُ الغلاءَ والغِشَّ، أمَّا في الميدان المِهَني والوظيفي، فبالتأكيد سيقلِّلُ من الفساد، وسيقضِى على التّسَيُّبِ الوظيفيِّ. * باختصار هذه دعوة صَادقة للأخذ والالتزام ب(نظريَّة النوافذ المحطَّمة)، بالعقوبات الصارمة على الصَّغَائر، حتَّى لا تتحوَّل -بالتهاون- إلى ظَواهِر، تَتْلُوهَا كَبَائِر. عبدالله الجميلي للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMSتبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 ( Stc)، 635031 (Mobily)، 737221 (Zain)