صديقي الياباني المسلم، يتابع باهتمام أخبار مشرقنا العربي، لإيمانه أنَّ من لم يهتم بأمر المسلمين لَيس منهم. ولكون مكَّة المكرَّمة مهد الديانات، وفيها البيت العتيق، وقد كرَّم الله أبا الأنبياء؛ إبراهيم عليه الصلاة والسلام برفع قواعده، والإقرار بقول ربِّ العالمين: «إِنَّ صَلَاتِيَ وَنُسُكِيَ ومَحْيَايَ وَمَمَاتِيَ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ لَا شَرْيَكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِيْنَ»، وبالتالي فنحن المسلمين، نؤمن أن «لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُوْلَ الله». ويضيف القول: إنَّ العالم الإسلامي يعاني هذه الأيَّام من هجماتٍ شرسة من حاقدين على العقيدة الإسلاميَّة ومُعتنقيها، لأنَّها آخت بين البشر على اختلاف مللهم وألسنتهم وألوانهم، فانتشرت رسالة الحق بسرعة غير مسبوقة في بلدانٍ، كان العلم والمعرفة والسلطة حِكرًا على رجال الكهنوت دون غيرهم. وبفضل سماحة الإسلام وعالميَّته، عمَّ انتشار العلم والمعرفة جميع الراغبين بتحصيله على تعدُّد ألوانهم وعقائدهم. وتحقق بذلك مجتمع العدالة والمساواة وكرامة الإنسان. ذكر لي الصديق الياباني أنَّه يتابع عبر الفضائيَات قناتي السعوديَّة الناقلتين لصلاة الجمعة مباشرة من الحرمين الشريفين، فتغمره السعادة مع الخشوع، وهو يتابع آلة الفيديو تُصوِّر وجوه مصلِّين ومتعبِّدين من مختلف الأعراق والألوان والجنسيَّات، وجميعهم في صفوفٍ متراصَّة تساوي بين أبيض وملون، عربي وأعجمي، غني وفقير. فالجميع فيها متساوون أمام خالقهم، ولا فضل لعربيٍّ على أعجميٍّ إلَّا بالتقوى. للصديق الياباني عتب على كثير من إعلام القنوات العربيَّة عندما تنقل مستجدَّات الفوضى الخلَّاقة من هجمات إرهابيَّة؛ تُدمِّر وتقتل وتُهجِّر وتُيتِّم في العديد من بلدان العالم العربيَّة والبلدان الأجنبيَّة التي يساهم المسلمون في ألوان نسيجها الوطني. وليس مستبعدًا أنَّها عناصر مأجورة بأسماءٍ عربيَّة إسلاميَّة، والإسلام منهم ومن جرائمهم براء. تلك القنوات، تصفهم ب»إسلاميُّون»، كما دأبت على وصفهم قنوات الأخبار العالميَّة التي يتحكَّم فيها إعلام المسيطرين بالمال والسلاح على اقتصاد العالم وتسييس قادته بما يحقِّق لهم نهب ثروات العالم وتشويه سمعة الإسلام الداعي إلى كرامة الإنسان. وهكذا بعلمٍ أو جهل، تضفي بعض تلك القنوات صفة «الإسلام» على إرهابيِّين ك»داعش»، التي أوجدها وموَّلها أعداء الإسلام بالمال والعتاد وبالمرتزقة من الجنسَّيات كافّة لتمزِّق نسيج العالم الإسلامي، وتسيء إلى أهل السنَّة والجماعة. وقبل «داعش»، كانت «القاعدة» وأمراء الحرب من قادتها الذين ما أن تحقَّق لأفغانستان الخلاص من الاحتلال السوفيتي حتَّى فرضوا أنفسهم على الشعب الأفغاني بدلاء عن الحكَّام الشرعيِّين، عاملين على إعادة عقارب الساعة إلى قرون الظلمة والجهل والتخلُّف. فِي ختام الحديث، تمنَّى على الإعلام في البلدان العربيَّة والإسلاميَّة استخدام كلمة «الإسلاميُّون» في موضعها الصحيح. فكلُّنا مسلمون، نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، ولا نفرِّق بين أحدٍ منهم.