أكدت المكالمة الهاتفية بين خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي جرت مساء الأحد على اتفاق الرؤى على ثوابت على رأسها ضرورة التصدي للدور الإيراني، الذي يزعزع استقرار المنطقة وتأييد البلدين لإقامة مناطق أو ملاذات آمنة في سوريا واليمن، للذين شردتهم الصراعات المستمرة وتطابق وجهات النظر في ملفات محاربة الإرهاب والتطرف ومصادر تمويلهم. معالجة التحديات أكد الزعيمان الصداقة الطويلة والشراكة الإستراتيجية بين الولاياتالمتحدة والمملكة، واتفق الجانبان على أهمية تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة انتشار الإرهاب المتطرف، وكذلك على أهمية العمل معا لمعالجة التحديات التي تواجه السلام والأمن في المنطقة، بما في ذلك الصراعات في سوريا واليمن..»واتفق الجانبان على أهمية تطبيق صارم لخطة العمل المشتركة مع إيران (الاتفاق النووي الإيراني). دعم رؤية 2030 «أعرب ترامب عن دعمه للبرنامج الاقتصادي للمملكة (رؤية المملكة 2030).. كما أعرب الزعيمان عن الرغبة في استكشاف خطوات إضافية لتعزيز التعاون الاقتصادي وفي مجال الطاقة بين البلدين.. وأكد القائدان التزامهما الشخصي على استمرار المشاورات بشأن مجموعة من القضايا الإقليمية والثنائية.» تعزيز العلاقات أشار التقرير إلى العلاقات السعودية –الأمريكية بالقول: إن السعودية تعتبر إحدى أقدم حلفاء الولاياتالمتحدة في المنطقة، وأن المسؤولين السعوديين رحبوا بانتخاب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، وامتدحوا اختياره ركس تيلرسون الرئيس السابق لشركة اكسون موبيل وزيرًا للخارجية.. وتعتبر المملكة نيويورك مكانًا محتملًا لبيعها حصة من (أرامكو) النفطية العملاقة فيما يمكن أن يكون أكبر صفقة عامة أولية في العالم. مكافحة الإرهاب توافق الزعيمان على أهمية تعزيز الجهود المشتركة لمحاربة انتشار الجماعات الإرهابية، وأيضًا أهمية العمل معًا لمواجهة التحديات، التي تهدد السلم والأمن الإقليميين، بما في ذلك النزاعات في سوريا واليمن. تطرقت المكالمة الهاتفية أيضًا إلى محاولة زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن تخريب العلاقات السعودية –الأمريكية من خلال تجنيد بعض السعوديين في هجمات 11 سبتمبر الإرهابية، إلى جانب محاولته توظيف تلك الهجمات لتوسيع التنظيم وضم عناصر جديدة له في المملكة. إيران والاتفاق النووي ألقت المكالمة المزيد من الضوء على سياسة ترامب في الشرق الأوسط، من خلال الإشارة إلى نيته تحسين العلاقات مع الدول العربية الخليجية «التي خذلتها إدارة أوباما بتركيزها على السعي من أجل التوصل إلى الاتفاق النووي مع إيران».. واستطرد التقرير أن الرئيس الأمريكي الجديد أشار إلى اتفاقه مع العاهل السعودي على أهمية تطبيق إيران الصارم لبنوده.. وأضاف التقرير: إن السعودية والدول العربية الخليجية الأخرى انتقدت الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لعدم تقديمه الدعم الكافي في مواجهة إيران. المناطق الآمنة اتفق الزعيمان على المساعدة على إقامة مناطق آمنة في أماكن النزاع في المنطقة لدعم النازحين حسب البيت الأبيض، الذي أضاف أن الملك سلمان أبدى موافقته على دعم الأفكار الأخرى لمساعدة اللاجئين، الذين اضطروا للنزوح بسبب النزاعات المستمرة. - محطات 2015 زيارة تاريخية زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود التاريخية إلى واشنطن ولقائه بالرئيس باراك أوباما رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية أتت في وقت مهم جداً في تاريخ المنطقة والعالم، وهي ليست زيارة بروتوكولية، وإنما زيارة لبحث العلاقات الاستراتيجية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ونقلها إلى أفق جديدة. كسر البروتوكول حرص وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، على استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - خلال زيارته الرسمية إلى واشنطن، الجمعة، 4 سبتمبر 2015، منذ وصوله إلى قاعدة أندروز الجوية قرب واشنطن، ومرافقته حتى مقر إقامته، وهو أمر يعتبره المراقبون كسراً للبروتوكول الأمريكي المعتاد. حدث غير عادي حرص الرئيس الامريكي على الخروج بنفسه لاستقبال خادم الحرمين وهو خارج من سيارته أمام الجناح الغربي «The West Wing» وعلق مارك كنولر مراسل محطة «سي بي إس» على الحدث قائلاً: «حدث غير عادي ». وعلق إيمون جافرز أحد الصحفيين بمحطة «سي إن بي سي» على الحدث قائلاً: «يا خبراء البروتوكولات الرئاسية: هل رأيتم مثل هذا المشهد من قبل؟ الرئيس الأمريكي يخرج لاستقبال الملك سلمان». ومن المعروف أن الرئيس الأمريكي لا يخرج بنفسه لاستقبال زواره الرسميين على البوابة. بلومبرج: ترامب وسلمان توافق في وجهات النظر قالت محطة «بلومبرج» الفضائية في تقرير لها كتبه جلين كاري وجوستن سينك أمس: إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قام باتصال هاتفي مع اثنين من القادة العرب البارزين لتعزيز العلاقات ومناقشة جهود مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط.. واستطرد التقرير أن ترامب تحدث إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهد الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد، وأن المحادثة مع الملك سلمان استغرقت أكثر من ساعة، واشتملت إلى جانب مكافحة الإرهاب وتعزيز العلاقات الاقتصادية، على اتفاق الزعيمين على أهمية التصدي للجماعات الإرهابية، وأيضًا لنشاطات إيران، التي ترمي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة وفق ما ذكره البيت الأبيض.