تسعى كثيرٌ من المؤسَّسات والجهات الحكوميَّة والأهليَّة إلى إنشاء الجوائز، التي تدعم توجُّهاتها وتخصُّصاتها في المجالات المختلفة.. وتأتي أغلبُ تلك الجوائز تتويجًا لجهود غير اعتياديَّة، ذات منتجات محدَّدة وبارزة، وقد تتبنَّى هذه الجوائز شركات، أو مؤسَّسات كبرى، أو دول تسعى لأن تكون جوائزها عالميَّة على مستوى الموضوعات، والقضايا، والمشاركين، وتجتهد في الدعاية والإعلام الذي يسبق ويصاحب منح تلك الجوائز. ولكن يبدو أنَّ القليل من تلك الجوائز هي تلك التي تنظر إلى ما بعد الجائزة، فيما يخصُّ الأعمالَ التي فازت، أو فيما يخصُّ الفائزين الذين مُنحت لهم الجوائز من حيث استمرارهم، وقدرتهم على الإنتاج، والمضي قُدُمًا في تطوير الأدوات، ومواصلة البحث والعمل والإنجاز. ومَن يتتبَّع تاريخ الجوائز سيجد أنَّ بعض تلك الجوائز جاءت بمثابة مكافأة نهاية الخدمة، أو تتويج لجهود شخصيَّات أعطت ربما كل ما لديها، ولم تعد قادرة على بذل وإنجاز المزيد، ومن هنا تكون الجائزة أيضًا تحفيزًا لآخرين لازالوا يسيرون في الطريق. وفي كل الأحوال فإن المسؤوليَّة على الباحثين والعلماء والجهات الفائزة بالجوائز مسؤوليَّة عظيمة بعد الحصول على الجوائز في مواصلة الركض والإنتاج، وتقديم ما يليق بالفوز والفائز، واسم الجائزة، ليكون التقدير حافزًا على مزيد من العطاء والبذل لما فيه خير الإنسانيَّة.