منذ إعلان فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسيَّة في الولاياتالمتحدة الأمريكيَّة، وأهل الفن في معظم أطيافهم: فنانين، موسيقيين، كُتَّابَ سيناريست، مخرجين، ممثلين، ومن الجنسين يشنُّون حملات نقد شديدة ضده في العلن وبدون خفاء؛ حتَّى أنّ بعضهم بثَّ حملة تليفزيونيّة يطالب أعضاء المجمع الانتخابي رفض نتائج فوز ترامب، وإعادة فرز الأصوات والاعتماد على الصوت الشعبي الذي يوضح أغلبيَّة لمنافسته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون. في حفل توزيع جوائز «جولدن جلوب» تحول الحفل إلى منصة نقد سياسي حاد ضد ترامب وسياسته المحتملة بعد تسليمه كرسي الرئاسة في العشرين من الشهر الحالي. وجوائز جولدن جلوب لها شهرتها الكبيرة في الوسط الفني ليس الأمريكي، بل العالمي فهي مثلها مثل جوائز الأوسكار وقد بدأت في عام 1944م لتمنح لأفضل الأعمال التلفزيونية والسينمائية وغالبية الفائزين بجوائزها عادة ما ينالون جوائز الأوسكار، وهذا ما جعل الحفل الأخير لها ذا وزن سياسي دفع الرئيس المنتخب ترامب إلى الرد عبر موقعه في تويتر على بعض الانتقادات التي وجهها له عدد من الفائزين والمكرمين في الحفل. الممثلة العالمية الشهيرة ميريل ستريب والتي سبق وأن فازت بعدد من جوائز الأوسكار وجوائز جولدن جلوب وهي تلقي كلمتها بعد نيلها أرفع جائزة في الحفل عن مجمل أعمالها قادت حملة النقد حين انتقدت موقف ترامب أثناء حملته الانتخابية من صحفي معاق وطالبت مجتمع هوليوود بالدفاع عن سياسة التعدد التي يُعرِّضها ترامب للخطر وفي نبرة سخرية قالت: «إذا تم طرد الأجانب من هوليوود فلن يكون متاح لنا سوى مشاهدة مباريات كرة القدم.. إن هوليوود اليوم عاصمة مختلطة والعصر ليس عصر اليمين المتطرف، هوليوود مدينة ساحلية تشعر بانتمائها لحرية سياسية وشخصية». ولم يسلم ترامب من نكات وسخرية آخرين في الحفل مثل جيمي فالون صاحب برنامج التوك شو الفكاهي والممثل هيو لوري، وكان سبقهم ممثلون مشاهير وإعلاميون من أمثال روبرت دينيرو الذي وصف ترامب ب»المجنون». هذه المواقف دفعت بعض المحللين السياسيين إلى وصف فوز ترامب بالانتخابات «بأنّه هزيمة لهوليوود ونجومها». هذا في الوقت الذي لم يُظهر أي من الطرفين رغبة في إصلاح أو حتَّى تقريب وجهات النظر، فترامب وفي كل مرة يرد بعنف على منتقديه من المشاهير والنجوم على تويتر كما حدث مع ميريل ستريب حينما وصفها ب»عشيقة هيلاري كلينتون»، بينما هدد عدد من النجوم بالهجرة إلى كندا أو أستراليا مثل الممثلة والمغنية الشهيرة باربرا سترايساند التي وصفت ترامب: «بأنَّه لا يملك أي شيء يفيد البلاد وأنا لا أصدِّقه». لاشك أن العداء بين ترامب وهوليوود سيكون له تأثيراته على أداء الإدارة الأمريكيَّة القادمة، كما سيكون له انعكاساته السلبية ربما على تجانس ووحدة المجتمع الأمريكي؛ ممَّا يخلق حالة من عدم الاستقرار الداخلي كما يحدث عند تصادم الشرطة مع مجتمع السود وفي أكثر من مدينة وبصورة عنيفة جدًّا.