تُعدُّ اللغة العربيَّة واحدةً من أشهر اللُّغات في العالم، وهي لغة القرآن الكريم، الذي أنزل على النبي محمَّد صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وقد انتشرت من جزيرة العرب إلى أنحاء المعمورة، مع انتشار الدِّين الإسلاميِّ، واتِّساع تجارة المسلمين، ونفوذهم، وتأثيرهم، وفي عصرنا الحاضر، فإنَّ الذين يتحدَّثون العربيَّة أكثر من أربعمئة مليون نسمة، وتأتي العربيَّة رابع لغة من بين أكثر اللغات استخدامًا في الإنترنت، وعلى مستوى المفردات فإنَّ معجم الصحاح -وحده- يشتمل على أكثر من مئة وعشرين ألف جذرٍ لغويٍّ، ومن شأن ذلك أن يقدِّم لنا لغةً ذات مفردات ضخمة، من خلال الاشتقاق، الأمر الذي يظهر لنا اللغة العربيَّة بوصفها لغة ذات هندسة وموازين، وصيغ ومعايير، وضوابط، وهي لغة شاعريَّة قابلة لكل تأليف موزون، ولها في ذلك تراثٌ شعريٌّ وتقافيٌّ وحضاريٌّ عظيم، حتَّى في رسم كلماتها، يأتي الخط العربي كأحد الفنون والمظاهر الجماليَّة التي تكشف روح العربيَّة، وإمكاناتها التشكيليَّة. وقد كان للعربيَّة أثرها على كثير من اللغات مثل: الفارسيَّة، والتركيَّة، والإسبانيَّة، والسواحليَّة، ولغة الهوسا. ولقد اضطلعت المملكة العربيَّة السعوديَّة، والمملكة المغربيَّة بدعم مشروع اعتماد العربيَّة ضمن اللغات الست الرسميَّة في الأممالمتحدة، مع الإنجليزيَّة، والفرنسيَّة، والإسبانيَّة، والصينيَّة، والروسيَّة، ومن ثمَّ أصبح لها يوم عالمي، هو يوم الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، وتسعى الجهات الحكوميَّة والأهليَّة في الوطن العربي لدعم حضور وانتشار اللغة العربيَّة، والحفاظ على نموِّها وتطوِّرها، ومواجهة ما يتهدَّدها من الأخطار، وما تواجهه من صعوبات أمام العاميَّات واللغات الأجنبيَّة، وضعف معلِّميها في التعليم العام مع غياب الحوافز والتدريب الكافي، والتأهيل المناسب، وما يمور به الفضاء الإعلامي من قنوات ووسائل اتِّصال تؤثر على الفصحى، وتحد من تعلُّمها، واتقانها، وانتشارها.