السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: يكثر الحديث في هذه الايام عن حوادث السيارات وما يتبع ذلك من وفيات واصابات واتلاف للممتلكات وذلك تضامنا مع الحملة الوطنية للتوعية الامنية والمرورية التي تهدف الى تبصير الناس وازالة الغشاوة عن أعينهم حول الكوارث المرورية المدمرة، ومساهمة في هذه الحملة الميمونة إن شاء الله تعالى يسرني ان أقف مع قراء (عزيزتي الجزيرة) بعض الوقفات القصيرة حول بعض النواحي المرورية اليسيرة التي قد يغفل عنها كثير من الناس وهي: أولاً : تحرص امانات المدن وبلديات المحافظات على تجميل شوارعها بالاشجار والمسطحات الخضراء ونحن إذ نشكر لها هذا التوجه الحسن والجهد الملموس نتمنى منها عند القيام بهذه المهمة مراعاة المسائل التالية: أ ) عند تشجير الارصفة الوسطى التي تفصل بين المسارين ذهابا وإيابا يجب مراعاة التقاطعات المخصصة للدوران وذلك باقتطاع خمسين أو سبعين مترا أو نحوها قبل كل تقاطع من تلك التقاطعات وزرعها بالنباتات الصغيرة المزهرة وذلك لأن الاشجار الكبيرة قد تتسبب في حجب رؤية من يريد الدوران للسيارات القادمة من الاتجاه الآخر، وهذا بدوره قد يكون سببا في وقوع بعض الحوادث المرورية عند تلك التقاطعات. ب) ينبغي أن تكون هناك مسافة مدروسة ومناسبة بين كل شجرة والتي تليها بحيث لا تتقارب الاشجار ويشتبك بعضها ببعض لان ذلك قد يتسبب في وقوع حوادث مفاجئة عند خروج الاطفال المفاجئ من بين تلك الاشجار المتقاربة، وهنا لا يستطيع قائد السيارة تفادي هذا الخروج المفاجئ فيدهس ذلك الطفل، فحبذا لو تم اجراء دراسة عن المسافة التي تفصل بين الأشجار وأرى أن خمسة عشر إلى عشرين مترا مسافة مناسبة. ج) يجب الا تتسبب الاشجار المزروعة في الميادين والارصفة في حجب اللوحات المرورية والارشادية وكذا الاشارات الضوئية المرورية لان ذلك يلغي الفائدة التي وضعت اللوحات التحذيرية والارشادية من اجلها وهذا قد يؤدي بدوره لوقوع بعض المشاكل المرورية التي لا نريدها. د ) كثيرا ما تقع حوادث مأساوية وتزهق بسببها ارواح بريئة وذلك بسبب السقي العشوائي والسلبي لتلك الاشجار عن طريق صهاريج الماء الكبيرة حيث يتفاجأ قائد السيارة في المسار السريع بوجود هذه السيارة الجاثمة امامه فيصطدم بها فجأة اصطداما عنيفا أقل درجاته تحول قائد السيارة إلى اشلاء متفرقة، فحبذا مراعاة ذلك بترك السقي اوقات الذروة واستخدام العلامات التحذيرية قبل سيارة السقي بما لا يقل عن مائة متر هذا إذا لم يمكن سقي تلك الاشجار عن طريق التمديدات الارضية لانها هي الاسلم والأوفر. ثانياً : يجب اختيار المكان المناسب للوحات الدعاية والاعلان وكذا اللوحات الارشادية والتوعوية، لأن سوء اختيار المكان لها قد يتسبب في وقوع بعض المشاكل المرورية وذلك بسبب انشغال قائد المركبة بقراءتها وعدم انتباهه لطريقه الذي لا يحتمل الغفلة ولو للحظة واحدة فلكم ان تتصوروا نتيجة انشغال قائد مركبة من المركبات بقراءة لوحة ارشادية (قد تكون عن حوادث المرور) في دوار مليء بالسيارات المتداخلة ألا يتسبب ذلك في حادث مأساوي؟ فانظر كيف ادى سوء التخطيط وعدم اختيار المكان المناسب لما نريد إلى نتائج عكسية تخالف ما نهدف إليه من وضع تلك اللوحات الارشادية. ثالثاً : أحسنت ادارة مرور الرياض صنعا عندما خصصت للاشارات المعاكسة للشمس اضاءة قوية تتضح وبجلاء لكل سائق ومن مسافة بعيدة وخاصة في اوقات النهار ومعاكسة الشمس للاشارة فحبذا لو تم تعميم الفكرة على كافة المحافظات لان الجميع يعانون معاناة شديدة من عدم وضوح اللون المضيء في الاشارة هل هو اخضر أم أحمر أم أصفر وهذا قد يؤدي لبعض المشاكل المرورية وقد يتسبب في وقوع بعض الحوادث. وختاماً فإن أهم مسألة في تقليل الحوادث المرورية والمخالفات المتعددة هي وجود النظام الحازم مع كل مستهتر بأنظمة المرور وأرواح المسلمين والجدية الكاملة في تطبيقه على الجميع بعيداً عن الوساطات السيئة التي شجعت الشباب على مثل تلك الاعمال المشينة، نسأل الله تعالى ان يكلل جهود المسؤولين عن هذه الحملة بالنجاح وان تكون جرس انذار يوقظ كل غافل من غفلته وينبه كل متلاعب او مستهتر بروحه وأرواح الآخرين. أحمد بن محمد البدر الزلفي