لا شك أن لكل أمة أياما خالدة تقف أمامها مستذكرة أمجادها، قارئة حاضرها، متحفزة لمستقبلها وتستلهم من مدلولات تاريخها المجيد عزة حاضرها ومقومات بناء غدها. والمملكة العربية السعودية بتاريخها الضارب في القدم وبمنجزاتها الحضارية وبنموذجها السياسي الوحدوي الذي وضع لبناته القائد المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - نموذج يقتدي به المسلمون في تطلعاتهم نحو الوحدة الشاملة. ونحن إذ نتوقف أمام ذكرى توحيد المملكة وتسميتها باسم المملكة العربية السعودية لنستذكر الدروس والعبر التي تركها المؤسس وما تحقق من منجزات ومكتسبات حضارية منذ عهد التأسيس وحتى الآن مما يستوجب حمد الله وشكره والثناء عليه أن وفق قيادة هذه البلاد بتعاون أبنائها ورجالها في تجسيد أعظم نموذج وحدوي. ولقد كان من حسن حظ أبناء هذه البلاد أن قيادتهم الرشيدة آمنت إيمانا عميقا بأهمية الإنسان السعودي ودوره الحيوي، كما أنها جعلت الشباب هدفا استراتيجيا في خططها التنموية، قناعة منها بما لهم من دور ورسالة في نهضة الأمة وشموخ والوطن. ولقد ترجمت الدولة اهتمامها بالشباب من خلال كافة وسائل الدعم المادي والمعنوي والتشجيع لكافة الميادين الرياضية والشبابية والثقافية والفكرية فانتشرت المرافق والمنشآت الشبابية وأسست الأندية الرياضية والأدبية وانتشرت جمعيات الثقافة والفنون وجمعيات الهوايات العامة التي ركزت على صقل مواهب الشباب وتنمية مهاراتهم وإبراز إبداعات المتفوقين والمبدعين كل في فنه ومجاله. ومن نعم الله على هذه البلاد ان التجربة التنموية الشبابية السعودية احتضنها ابن بار من أبناء هذا الوطن المعطاء حمل أمل وطموحات شباب الوطن في فكره فصاغها عطاءات خصبة أخذت جل وقته وجهده, ذلك هو صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله - الذي اصبحت التجربة التنموية الشبابية السعودية بفضل الله ثم بعطائه الجم بوجوهها الثقافية والرياضية والفكرية مدعاة للفخر والاعتزاز لكافة أبناء الوطن وأضحت مركز اهتمام للشباب العربي والإسلامي والمراقبين في العالم. في هذه المناسبة التي نستذكر فيها ماضينا بفخر واعتزام ينبغي علينا الحفاظ على مكتسبات بلادنا بكل ما حققته عبر مراحلها التاريخية من منجزات سياسية وحضارية وتنموية. داعين المولى القدير ان يحفظ قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وأن يمدهم بالعون والتوفيق وأن يمن علينا بالأمن والأمان في ظل نعمة الإسلام التي هي أكبر وأعظم نعمة منَّ الله بها على هذه البلاد. الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز